استراتيجية أتباع بيرام والسلطة (تدوينة)

خميس, 11/05/2015 - 15:01

ساعتان على شارع جمال عبد الناصرخرج فيهما شباب سمر في مقتبل العمر يذرعون المسافة بين عمارة آفاركو وملتقى طرق بي أم دي؛ جيئة وذهابا يرددون عبارات: بالروح بالدم نفديك يابرام؛ وسلمية سلمية؛ وأحيانا عبارات عنصرية تجاه البيظان تحديدا؛ وسرية من الشرطة ترقب المشهد وأحيانا تطلق قنابل صوتية وفيما يبدو أن المتظاهرين يحاولون الاحتماء باكتظاظ الطريق العام بالسيارات والمارة والتجارات، إضافة إلى كونه مركز المدينة حتى يوصلوا رسالتهم المطالبة بإطلاق سراح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي؛ وماإن يتفرقوا حتى يجتمعوا من جديد ؛ وظلت لعبة القط والفأر تلك حتى الزوال حيث تلاشى الفريقان بشكل مريب؛ مشهد سياسي بامتياز يريد الشباب الغاضبون فيه أن يوصلوا خطابهم بطريقتهم وتريد الدولة إحباطهم بعدم الإفراط في القوة وعدم التجاوب معهم؛ فرقعات مسلية من هنا وهناك تدفعنا للتساؤل عن ما إذا كنا بصدد تشكل مشهد مشابه لانتخابات الرئاسة الأخيرة؛ حيث المباراة كبيرة واللاعبون قليلون.
لست من الذين يعتقدون بسلبية بيرام ورفاقه فقد حطموا تابوهات ونثروا عيوبا نحن نرفض الاعتراف بها أصلا وعبروا كمواطنين عن رفضهم للكثير من مرفوضاتنا؛ لكن غياب تصريحات برام الخارجة عن المألوف وضع رفاقه الصغار في ورطة ؛ فلاهم يملكون سليقته الموروثة من سهول شمامه ولا المنابر الاعلامية التقليدية تعيرهم أي اهتمام .
من هنا وجب على برام تغيير استراتيجيته داخليا وخارجيا وتفكيك رموز عزلته السياسية والأمنية وأن يتراخى في اصطفافه الفئوي الرجعي حتى يقدم خطابا جمعويا تأسيسيا يمكن للدولة والمجتع تقبله؛ فكما لفت الانتباه إلى الفقر والتهميش وحالات عبودية متلفزة وألهم صناع القرار إلهاما حتى تشابهت استراتيجية وكالة التضامن بشكل غريب مع أهداف مبادرة الحركة الانعتاقية؛ عليه أن يثني ممثليه ومناصريه في أوروبا عن تماديهم في نعت البلد بنعوت كاذبة وضارة بشكل أقرب إلى التحامل منه إلى الوطنية.
كما نود أن نرى النظام يقدم أجندا سياسية خالية من الغزل والرثاء والعتاب ويستخدم قواميس الخروج من الأزمة بدل تخزينها وتدجينها.

نقلا عن صفحة الكاتب