العور على مدفن من المسلمين يعود إلى القرون الوسطى في فرنسا

خميس, 03/03/2016 - 23:06

 

نشر موقع افرانس 24 الأخبار موضوعا عن عثور خبراء آثار على ثلاثة مدافن مسلمة في مدينة نيم هي الأقدم من نوعها في فرنسا حسب مانشره الموقع الأمر الذي يوحي إلى وجود جماعات مسلمة في جنوب البلاد في مطلع القرون الوسطى.

ونقل الموقع عن عالم الإناسة إيف غليز من المعهد الفرنسي للبحوث الأثرية وهو المشرف الرئيسي على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة  "بلوس وان" العلمية الأمريكية قوله : "كنا نعلم أن المسلمين جاؤوا إلى فرنسا في القرن الثامن لكن لم يكن لدينا أي أثر مادي لمرورهم".

وأشار إلى أن الآثار الموجودة سابقا كانت تقتصر على بعض القطع النقدية وأجزاء من الخزف في مؤشر إلى تبادلات تجارية خلافا لتلك الموجودة في جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية جنوب جبال البيرينيه، وهي منطقة كانت خاضعة للحكم الإسلامي على مدى قرون.

وقد نبشت المقابر الثلاثة قرب جادة عريضة في نيم على هامش تشييد موقف للسيارات تحت الأرض. وهي تبين بوضوح طقوسا مسلمة لدفن الموتى إذ تظهر جثث ثلاثة رجال ملقاة على جنبها مع الرأس مدار باتجاه القبلة.

وتفيد تحاليل للحمض النووي مستخرجة من أسنان وعظام إلى أن هذا الرفات عائد إلى أشخاص من أصول شمال أفريقية يراوح سن أحدهم بين 20 و29 عاما والثاني في الثلاثينات من عمره أما الثالث فيفوق عمره خمسين عاما. ولم يكن هناك أي أثر لجروح.

وأوضح الباحثون أن عمليات تحديد التاريخ بقياس الإشعاع للعظام تعيد هذا الرفات إلى فترة تراوح بين القرنين السابع والتاسع.

وكان أقدم مدفن مسلم مكتشف في فرنسا وتحديدا في مدينة مرسيليا جنوب البلاد عائدا إلى القرن الثالث عشر. كذلك قد يكون مدفن آخر تم اكتشافه في مدينة مونبيلييه عائدا إلى القرن الثاني عشر.

ولفت علماء الآثار هؤلاء إلى أن كل هذه البيانات تدفع إلى الاعتقاد بأن هذه الهياكل العظمية الثلاثة كانت عائدة لأشخاص أمازيغ منضوين في جيش خليفة الأمويين خلال الفتح الإسلامي في شمال أفريقيا في القرن الثامن.

تعايش إسلامي مسيحي

وأشار الباحثون إلى أن السلالات الوراثية لجهة الأم والأب للهياكل العظمية الثلاثة نادرة لدى سكان فرنسا المعاصرة. بالمقارنة مع شبه الجزيرة الإيبيرية وإيطاليا، من الواضح أن الأثر الوراثي للفتح الإسلامي أقل بروزا في فرنسا بحسب الباحثين.

أما إيف غليز فلفت إلى أن "التحليل الأثري والأنتروبولوجي والوراثي لهذا الرفات العائد إلى مطلع القرون الوسطى في نيم يعطي أدلة حسية على احتلال إسلامي في القرن الثامن في جنوب فرنسا".

مع ذلك فمن غير الممكن مع هذه المؤشرات معرفة رقعة انتشار هذه الجماعات التي تم توثيق وجودها في نصوص قديمة تتحدث عن وجود مسلمين في نيم بين سنتي 719 و752.