الاتحاد العام بين القرصنة التجانية،واستلاب الحزب الحاكم

جمعة, 03/25/2016 - 23:06

 

نظم الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين يوم الأربعاء 23/03/2016 بدار الشباب القديمة مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن اندماج نقابتين في الإتحاد العام للطلاب الموريتانيين وهما نقابة الوحدة التي يقودها هابو ولد أحمد، ونقابة الأماني التي يقودها محمد الأمين ولد عبدي ..وقد شهدت هذه التظاهرة حضورا كبيرا من صحافة المواقع والقنوات، وغياب مختلف النظير للطلاب، رغم الوجود الكبير لعشرات الباصات والحافلات الذين كانوا يترددون ذهابا وإيابا .

هذا المؤتمر الذي جمع بين ثلاث نقابات طلابية تنشط على مستوى الجامعة جاء نتيجة مشاورات مكثفة ضمت إلى جانب هذه النقابات الكثير من النقابات الأخرى،لكن هذه المشاورات التي دامت أكثر من شهر وصل المتحاورون فيها إلى باب مسدود ،والسبب في ذلك رفض البعض الاندماج في إطار نقابة غير نقابته ، هذا فضلا عن نقاط أخرى عديدة بينها رئاسة تشكيلة الإتلاف، والتمويل وووو؟.

ويرجع سبب هذه المشاورات إلى اختبار خضع له الخليل ولد الحافظ ولد أنحوي لأمين العام للنقابة من قبل رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد محم عندما جاء يستنجد به ويطلب منه الدعم لترميم النقابة التي آلت إليه أمانتها العامة، ووعد ولد محم  الخليل ولد الحافظ بدعمه وتبني الاتحاد إذا أثبت قدرته على لم شمل الطلاب في إتلاف نقابي واحد تتكتل فيه النقابات  المتشتة في الجامعة .

واستغل ولد محم الفرصة- للنيل من أشخاص كانوا وراء الاتحاد ويحسبهم منافسين له –لدعم الخليل والذي استهله بتوصية عليه في جميع المؤسسات – الجامعات والمعاهد- ومن خلال هذه التوصية عمل الخليل على إقصاء الطلاب القدماء الذين كان الاتحاد يعتمد عليهم في أشطته من التسجيل في الجامعة والمعهد العالي ليتخلص من المناوئين له في المكتب التنفيذي فحاول منع سيداتي – وهو نقابي في الاتحاد ويرأس قسم الاتحاد بالمعهد العالي منذ فترة - من التسجيل في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية .

وبدأ الخليل على الفور بعد لقائه برئيس الحزب ولد محم استغلال التخلخل والارتباك الذي يعيشه المكتب التنفيذي للاتحاد للعمل على أنجدة ولد محم بإنشاء إتلاف نقابي من داخل النقابات يكون نواة لاتحاد طلاب محسوب على الحزب وذلك بإغراءات تسيل اللعاب يرتبط تحقيقها بوجود كيان قوي قادر على منافسة الاتحاد الوطني المحسوب على الإسلاميين .

وقد واجه الخليل في أول خطوة نحو العمل على الإتلاف طعن المكتب التنفيذي في الاتحاد العام في رئاسته حيث يرى المكتب أن الخليل يجر النقابة نحو المظلة الصوفية لتتحكم فيها أسرته والموالين لها من الأتباع الذين يستند عليهم حتى لا يظهر عجزه عن القدرة على قيادة النقابة..بينما يرى ولد الحافظ أنه منتخب من قبل أغلبية المكتب،وأن مناوئيه يعملون على أجندة أشخاص آخرين كانوا يتحكمون في النقابة من خلالهم ،وأنه يعمل على تخليص النقابة من قبضة هؤلاء الذين  كانوا قد اختطفوها لمصالحهم  .

كما واجه الخليل رفض النقابات المؤدلجة لفكرة الإتلاف ، ولم يبق أمامه سوى الاستسلام لرحمة نقابتين لا تمثيل لهما ولا شعبية بين الطلاب، ومع ذلك فهما موجودتان في كواليس الإدارة وحاضرتان في الندوات للاستفادة من التعويضات التي تقدم للمشاركين..(وسنعود للحديث عن هاتين النقابتين أكثر في صدر الموضوع).

وكما سبق أن أشرنا فإن دعم رئيس الحزب ولد محم للخليل  ولد الحافظ غير بريء ،فمآربه في ذلك كثيرة المعلن منها العمل على جمع الطلاب خلف شخص يهتم بمصالحهم،ويحس بمشاكلهم ويعيشها معهم.. وتأسيس نقابة طلابية لها أهداف سامية وأغراض تخدم الطلاب وتسعى في مذاهبهم .. أما الخفي منها فالنيل من ما يعتبرهم خصوم سياسيين ..واستغلال سمعة أسرة الشاب و أتباعها في اللعبة السياسية .

لكن فشل الشاب في استدراج نقابات الجامعة تحت مظلة واحدة وضع الحزب في ورطة وجد ولد محم نفسه مرغما على التخلص منها بحكمة حتى لا يحسب عليه أنه فشل في مهمة خلق كيان كان يراهن عليه للتخلص من الذين يعتقد أنهم ينافسونه داخل الحزب،ويجابه المنافسة الخارجية المتمثلة في الإسلاميين..فكان عليه أن يتحمل عبئ ذلك ويقبل ابتزاز النقابتين التين سبق ذكرهما من أصل عشر نقابات ودمجهما في الاتحاد مقابل مليون ومائتين من الأوقية موزعة بين النقابتين تعويض أتعاب وتكاليف النقطة الصحفية وتأجير الباصات والحافلات .

يبدو أن ولد محم وافق على إدماج النقابتين مكرها  بدليل أنه لم يتحقق من وضعية النقابتين اللتين وقع عليهما الاختيار في الساحة الجامعية ، وما حققتاه في الانتخابات الطلابية الأخيرة من نتائج لا توحي بأن لهما بعيد عمق بين الطلاب.

خسر ولد محم- بإبعاده النسخة القديمة للاتحاد العام -  أصحاب الأفكار والقدرات العالية على استعطاف الشباب بالأسلوب والفكر المقنع .. وقد يكبد الحزب خسارة كبيرة إذا لم يتلافاه ويعيد التفكير في إصلاحه ..؟