الحوار وهم أم حقيقة ؟

أحد, 04/17/2016 - 21:25

 

الحوادث- نواكشوط - منذ أن تربع الرئيس محمد ولد عبد العزيز على كرسي الحكم عبر انتخابات يصفها مناصروه بالشفافة والنزيهة.. والمعارضة في المنتدى  الوطني الديمقراطي  يرمونه بشتى التهم ، تارة بعسكري وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب، واغتصبها بانتخابات غير نزيهة لان الأطراف فيها غير متساوية مادام أحدها يستأثر بالسلطة ويستغلها في مصالحه  .

وفي كل الأزمات التي تخلقها المعارضة بشأن الحوار الذي تعول عليه للانتقام من النظام بفرضه على  الإذعان  لرغباتها من خلال بنود  وشروط  ترى -المعارضة -أن موافقة النظام عليها ضرورية  لكي تشارك في الحوار .

بينما يرى النظام في ما تتقدم به المعارضة من شروط  أنه شكل من أشكال ممارسة التعجيز ولا يمكن قبوله، ومع ذلك مصر على أن يدعوها في كل مناسبة للحوار،واستعداده للكل الشروط من أجل الحوار..وفي الوقت ذاته يعمل النظام على تفتيت المعارضة من الداخل وتفريقها .

وقد تجلت حقيقة ما يقوم به النظام  لتشتيت المعارضة وتقويض بنيتها في الحوار الماضي وذلك بمشاركة منشقين من حزب التكتل وآخرين من أحزاب تعد محورية في تكتل المنتدى ومشاركتها في الحوار .ز فهذا إن كان يدل على شيء، إنما يدل على أن النظام نجح في  استثمار سياسة فرق بين الكتل وأنه مقبل على الحوار بوجوه جديدة منشقة ستجعل المنتدى بين أمرين أحلاهما مر، إما أن يوافق على الدخول في الحوار دون قيد أو شرط ، أو تقبل بالتفكك .

والرسائل التي  بعث بها النظام بداية الأسبوع المنصرم دلالة واضحة تؤكد على أن النظام لم يعد يرى في المنتدى قوة يخشى منها ، وأن دعوته للحوار مجرد فقرة من سيناريو مكتوب ومحسوم النتيجة، والجميع سيصادق عليها.

 أما اللقاءات المتباعدة التي يشرف بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز مسعود ولد بالخير فما هي إلا صورة شكلية لا معنى لما يدار فيها .. فليس لدى الرئيس محمد ولد عبد العزيز اهتمام بشخص مسعود لأنه لا يعتبره طرف.

إن النظام  يلعب لعبة المصالح .. يدعو للحوار وقت ما يرى أنه مضطر لذلك ، ويفتح الباب أمام من يريد أن يشارك ويغلقه دون من لا يريده أن يشارك.. فالحوار بالنسبة للنظام  هو الرضاعة التي يشغل بها المعارضة  ، ليتفرغ هو للنزول إلى المواطن لتمرير رسالته في آدوابه، والمناطق النائية في الحوضين الذين قرر الرئيس زيارتها مع فاتح الشهر المقبل..الأمر الذي يؤكد أن الحوار مجرد وهم تشتغل فيه المعارضة ليتفرغ النظام للنزول إلى القاعدة.