هل الحوار المرتقب ضرب من اللعب على أعصاب المعارضة في المنتدى؟

سبت, 06/18/2016 - 12:43

الحواث – نواكشوط- يعيش الشارع السياسي منذ بعض الوقت تجاذبات حادة يرتفع سقفها تارة إلى درجة الاصطدام بفعل التصريحات والتلميحات بين الأطراف في النظام والمعارضة.. وتنزل درجتها بفعل الصمت إلى درجة الصفر.

شدة ارتفاع حدة التوتر السياسي التي يشهدها الشارع هذه الأيام بدأت مع التصريحات أو التلميحات -إن صح التعبير- لرئيس الجمهورية محمد ولد عد العزيز عن قرب انطلاق حوار سياسي تشارك فيه جميع الأطياف السياسية والمجتمع والفاعلين من جميع المستويات للوصول إلى حل توافقي يخرج البلد من عنق الزجاجة الذي تعيش فيه منذ فترة.

وقد استغلت الأحزاب الموالية للنظام والشخصيات المنشقة عن أحزاب المنتدى الديمقراطي الفرصة  لحمل لواء مبادرة جسر التواصل بين الأحزاب في كتلة المنتدى والنظام بهدف اقناع – أحزاب التكتل في المنتدى- بالمشاركة في الحوار المرتقب .. وقد بارك ولد محمد لغظف هذه المبادرات الفردية من خلال لقاءات خصهم بها.

أما على مستوى الأحزاب فقد أدلى ولد مسعود رئيس التحالف الشعبي ويجل ولد هميت رئيس حز الوئام الوطني بدلوهما وذلك من خلال تصريحات بعزمهما على المشاركة في الحوار بوصفهما طرف معارض يتبنى الحوار كحل وعدم الاصطدام بالنظام .

لكن الموضوع الذي لم يتحدد بعد والذي يشكل عقبة في وجه المعارضة في تكتل المنتدى هو ماهي حقيقة  جدية النظام في إجراء حوار جاد ؟..وماهي الآلية التي سيتبعها لذلك..؟

لم يقدم النظام حتى الآن أدلة على حقيقة عزمه وجديته على إجراء حوار شفاف وجدي ,رغم أن المظاهر الواضحة من دعواته- الرئيس- المتكررة للحوار لا يستشف منها غير أنه جاد في العمل عليه.. لكن ما يظهر من حكومته يناف ظاهر تصريحات الرئيس وتلميحاته خاصة إذا كان النقيض يظهر من شخصيات وزارية ونيابية مقربة منه.. ويعزز البعض نية هؤلاء بتفسير آخر أن كل التصريحات والتلميحات التي يظهر بها الرئيس بين الفينة والفينة ويصاحبها في فترات بترتيبات محتشمة ماهي إلا شكل من اللعب على الأعصاب المتوترة لإضاعة الوقت على المعارضة ليجد الفرصة لتعزيز قوته.

أما فيما يتعلق بالإجراءات والآليات فحتى الآن ماتزال مجرد خطة لم ترسم بعد على أرض الواقع رغم الأجل المتكهن بأنه قريب في انتظار أن يتأكد ولد عبد العزيز من أن المعارضة في كتلة المنتدى قد فقدت الأمل ولم يبقى لديها سوى التخلي عن أجندتها والدخول في الحوار رغما عنها.