ضاربة الودع

أحد, 01/08/2017 - 18:00

الحلقة الثالثة

وخلال رحلاته قدمه أحد زملائه في عالم الأعمال والمال على سيدة أعجبته ومع الوقت تعلق بها .. وكان يتحين الفرص للقاء بها كل ما قادته زيارة إلى المغرب حيث تقطن أسرتها.. وحاول الوالد أن يتخلص من تعلقه بالسيدة حتى لا تسمع بالخبر زوجته، فتثور ويتعرض لسخطها، لكن تأثير إغراء السيدة الجديدة غلب عليه، فاستسلم له بعد مجاهدة .. وعرض السيدة الزواج العرفي بعد أن شرح لها كل الظروف التي تمنعه من إعلان الزواج بها، وقبلت السيدة الجديدة بكل الشروط، ..وكان مع الزمن يجد الراحة والاستقرار والطمأنينة مع السيدة

.............

مرت سنتان على الطفل في القرية رفقة شيخه الذي كانت تصله في نهاية كل شهر عطايا سخية من والد الطفل ووالدته، وخلال الفترة لم يستطع الشيخ أن يدرس الطفل ما طلب والده أن يدرسه له.. فقد كان الطفل  شقيا لا ينقطع عن إثارة المشاكل مع أقرانه في القرية، حتى أنه تم ضبطه أكثر من مرة وهو يسرق، مما جعل جميع سكان القرية على حذر دائم منه، وصار مبعث قلق للشيخ رغم الفوائد الكثيرة التي كان يحصل عليها من والديه..ولم يلبث الشيخ في تردده حتى اضطر بسبب أعمال الطفل الفاسدة أن يعيده إلى أسرته.. وجد الشاب في جو والدته المشحون بالعربدة والأخلاق الشاذة  ملهما للإبداع في طريق الانحراف..فقد فتحت والدته إلى جانب محلات التجارة صالونا خاصا لسهر علية القوم، توفر فيه كل أشكال اللهو والراحة.. وما إن تقدم الزمن حتى تحول من صالون للسمر وتبادل الإعجاب والمودة  وقصص الغرام بين الجنسين، إلى مركز للعب أنواع القمار "البوكر،والبينغو.. إلخ".

............

وتعددت مواهب الطفل في السرقة،  فكان يتسل إلى غرفة نوم والدته ويفتش خزنها ويسرق المال من غير أن تنتبه، لأنه كان يسرق المفاتيح من حقيبتها وهي نائمة ويعيدهم من غير أن تشعر..وكان الشاب يصرف المال الذي يسرق من والدته في ملذاته مع رفاقه الذين عاد إليهم وقد تعلموا من مشاهداتهم للأفلام التي تعرضها دور السينما في (الوازيز، والسلام، والمحمدية، والأنصار، والفتح).. وقادوه الرفاق القدماء إلى رفاق آخرين أعلى مستوى، كسب منهم رضاعة السوائل المسكرة، وشيئا فشيئا صار يرافقهم للسرقة المحلات  والمنازل، كان يذهب معهم بدافع الغرور ليظهر لهم أنه أشجع منهم وأقوى، ولكنه أدمن على السرقة، فقد كان الحظ يحالفه كل العمليات التي نفذها مع رفاقه المنحرفين، وحصل من المحلات التي سرقها مبالغ لم  تحلم الفرقة على الحصول عليها، ولقبوه بالمبارك، وقاده البحث عن مسكر أقوى تأثير من التحول عن استعمال السوائل المصنعة محليات من "دِلْيَاهْ، والغراء"، إلى تدخين الحشيش المخدر عثر عليه مع أجانب من سنغال وزاد تدخين الحشيش شراهته في البحث عن المال.. وتسلل إلى غرفة والدته  وسرق منها حقيبة محشوة من المال كانت وديعة لديها، وعندما تفقدتها الوالدة ثارت، واتهمت كل عمال المنزل، ورفعت بلاغا عن الحادثة إلى الشرطة، وأهتم بموضوع حادث السرقة ضابط  سامي بفعل تدخل شخصيات وازنة في  الداخلية، وشمل التحقيق الخدم الذين وجهت إليهم السيدة الاتهام، بسبب أنهم وحدهم من يدخلون غرفتها، ولم يتشجع الخدم على حشر ابنها في الموضوع، أو الإشارة للشرطة على أسلوبه المنحرف.. وذهب الخدم ضحية القضية رغم أن الشرطة لم تعثر على دليل لإدانتهم إلى السجن.