من مذكرات سجينة..

سبت, 02/11/2017 - 01:42

.

المكان سجن النساء في الناحية الغربية الشمالية من مقاطعة السخبة، غرف ضيقة، وعدد السجينات يفوق عدد الغرف، وفي كل غرفة من الغرف المعدة سلفا لسجينة واحد إلى اثنتين، على الأكثر..خمس سجينات إلى مافوق، بفعل نظام إدارة السجون  التي قررت أن تكون تلك  الغرف زنازن للسجينات اللاتي أحلن من مفوضيات مختلفة وبتهم متعددة، بعضهن يعرف بعضهن والبعض لأول مرة يدخل السجن.

جل ما في السجن  من موريتانيات متهمات بالدعارة، إلا واحدة أو اثنتين تختلف تهمهن عن باقي تهم السجينات الموريتانيات، والبعض الآخر أجنبيات من بلدان إفريقية (غانا، ونيجيريا، ومال ، وسينغال) بعضهن متهم بالاحتيال مع الدعارة، وبعضهن متهم بالمتاجرة في المخدرات وبيع المسكرات.

القائمة على رئاسة والتي ينادونها ب"الزعيمة السجينات" موريتانية صاحبة سوابق، تعرف جميع السجينات في السجن، ومن لا تعرفه من السجينات الجدد ستأخذ عنها معلومات عندما تدلف من باب السجن إلى داخل الزنازن الضيقة، الغرف أقرب ما تكون إلى  حمامات منها إلى غرف، أوامر الزعيمة تسير على الجميع، فالسلطات المتمثلة في الحرس، وإدارة السجون يفوضان لها كل الصلاحيات، فهي في السجن  المنظم، والمشرف على توزع ماقد يوفر من الغذاء، وتفرض الرسوم على السجينات،بحيث أن كل سجينة مجبرة على دفع مبلغ مالي، حتى وإن كان ليس لها مصدر، فستعطيه من شرفها.

حياة السجينات في الليل مقرفة، فالجميع يعاني من ضيق الغرف، فيضطر البعض إلى النوم فوق البعض، وبعض السجينات يمارسن الشذوذ على بعضهن، وخاصة الزعيمة فهي تختار من بين السجينات من ستداوم معها في غرفتها، فهي الوحيد  المحظوظة حيث تخصص لها غرفة مستقلة تنزل فيها غرفة مستقلة تتحرك فيها بحرية تامة، وهي الوحيدة المسموح لها بممارسة التجارة بمافيها تجارة  الأفيون الذي يسرب إليها من خلال أعوان يدخلون بهدف الزيارة.

في أول لحظة أدخل فيها أحسست أني أدخل جحرا للبشر، تقف على بابه العساكر، أحسست، وأنا أقف بين يدي الزعيمة صاحبة العضلات القوية ، والنظرات المفترسة، بالخوف يتسلل  إلى داخلي من صورتها القريبة من صورة - مايحكى عن أبطال عصابات تهريب المخدرات، والقتلة المأجورون،أحسست أنها مجرم متمرس في عالم غريب جرب حياة الصعلكة، واجتاز مراحل صعبة .. كنت بين يديها وهي تفتش كل قطعة من جسدي بعد أن أجبرتني على خلع ملابسي وجردتني منها، وطلبت مني رفع يداي إلى الأعلى وتفريق أرجلي حتى أوشكت على السقوط.وأخيرا أخذت بيدي تسحبني ورمت بي في غرفة مظلمة، لم أميز شيئا بسبب الظلام رغم أن الوقت كان في عز النهار، وبعد لحظة  رأيت من خلال بصيص من النور خفيف يدخل من البابأ أني بين مجموعة من السجينات تغص بهن الغرفة، حتى أنهن اضطررن على الجلوس على رؤوس اقدامهن ليفسحن لي مكانا.. أول ما استقبلنني به هو عن هويتي وتهمتي.. سرقة ، دعارة، و مخدرات.. وأجبت بصوت مبحوح من الدهشة والخوف ..إسمي."شيت" وتهمتي انتهاك حرمات الله.. وضحك الجميع...يابع