الجالية الموريتانية في غامبيا.. راعية على الدين والدبلوماسية الناصعة

سبت, 10/14/2017 - 00:55

 

(الحوادث)تعد الجالية الموريتانية أحد أهم المرتكزات التي تعتمد الدولة عليه في دبلوماسيتها في الخارج، حيث تشكل وجهها الآخر الذي يعكس الصورة المثالية للبلد، فهي الصورة والإطار الذي من خلاله يتعرف الآخر على بلدنا موريتاني، فيحكم من خلال تمثيل المواطن.

وقد ظلت الجاليات في الخارج تقدم صورة حسنة عن البلد، وهذه الصورة الناصعة التي تقدمها الجاليات الموريتانية في الخارج هي التي خلقت تلك السمعة الشنقيطية التي امتدت عبر عصور طويلة عرفت فيها موريتانيا بتسميات متعددة وسمات منها العلم والشعر والفقه والتجارة والنبوغ .. ولا تزال هذه الصورة تتجدد وتتجلى أكثر فأكثر .

ولاشك أن الصورة التي قدمها المهندس الشريف ولد محمد عبد الحي ولد محمد سالم من خلال تدونة كتبها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)من الأدلة الناصعة التي تؤكد على أن الجالية الموريتانية في الخارج ما تزال تؤدي واجبها كراعي على الدين ونشره و الدبلوماسية الموريتانية النظيفة.

التدوينة:

"جالية الموريتانية في غامبيا تعد من أكبر الجاليات الموريتانية في الخارج و تعمل في غالبيتها في التجارة و تتمتع بسمعة ممتازة في الأوساط الغامبية الرسمية و الشعبية و قد مثل المهاجرون الأوائل إلي هذا البلد الصغير تحت ضغط الظروف المادية الصعبة الروحَ الشنقيطيةَ الأصيلةَ عزةً و أمانةً و أخلاقا و ساهموا في نشر الإسلام السني السمح فيه و هو الذي كانت تطغي فيه الوثنية المتجذرة و تسوده المسيحية بفعل المستعمر الإنكليزي ، و بجهود التجار الموريتانيين عبر الحقب تغلغل الإسلام و نمي و انتشر حتي أصبح اليوم و بحمد الله الدين السائد المهيمن و تواصلت أجيال هذه الجالية تُمارس تجارتها مشكلةً رافدا ثقافيا لنشر الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة و آخرَ اقتصاديا يقوم عن الإقتصاد الوطني بأعباء آلاف من المواطنين الموريتانيين فقد بلغت آخر تقديرات أعداد الجالية ما يناهز خمسة آلاف شخص فَلَو افترضنا أن الشخص الموريتاني العامل يعول من أصوله و فروعه و محيطه ما متوسطه خمسة أشخاص فإن ذلك بعملية حسابية يعني أن هذه الجالية تقوم بأعباء خمسة و عشرين ألف مواطن موريتاني و هو ما يعادل تعداد دائرة انتخابية بحجم إحدي مقاطعات الوطن إلي ذلك فقد أرست هذه الجالية هنا سمعة للموريتاني عز نظيرها في العالم ، فالموريتانيون هنا معروفون بأنهم من متاجرهم إلي مساجدهم و بيوتهم فرغم أن البلد يُـصَـنف وجهةً سياحيةً عالمية يفد إليها السائحون و السائحات من كل فج عميق و تنتشر فيها الملاهي و المراقص و الخمارات و الكازينوهات فإن الإنطباع السائد الذي يعكس بحمد الله الحقيقة هو : ( أنت موريتاني إذا فأنت لا تشرب خمرا ، أنت موريتاني إذا أنت لا تلعب قمارا ، أنت موريتاني إذا أنت لا تَـلِـجُ المراقصَ و لا الملاهيَ الليلةَ ، أنت موريتاني إذا أنت لا تسلك طرق الفواحش من ربا و زني و مخدراتٍ ، أنت موريتاني إذا فأنت مؤتمنٌ فحانوتك الصغير علي الناصية في الحي هو بنك لودائع جيرانه من الساكنة و حانوتك الكبير في السوق هو مخزن و موزع مؤتمن لبضائع جيرانه من كبار التجار ، أنت موريتاني إذا أنت تُمارس تجارتك بأمانة و تشرب الشاي و تأكل اللحم ) /// تجدر الإشارة إلي أن هذه الجالية الآن تقوم علي ثلاثة مساجد في قلب العاصمة تقام فيها الجُـمَـعُ و يشكل كل واحد منها محظرة تبث العلوم الشرعية فقها و سيرة و أدبا و لغة و تقوم علي تحفيظ كتاب الله لأبناء هذا البلد المسلم و تدرسهم أحكام الرسم و أحكام التجويد و سائر علوم القرآن ، و كان الرئيس السابق جاما في آخر أيامه قد صادر أحد هذه المساجد و أمر بهدم بناية المحظرة لقربهما من القصر الرئاسي و عوض عنهما بأرض في مكان آخر كانت الجالية تعد لبناء مسجد و محظرة عليها لكنَّ الرئيس الجديد آدم بارو أصدر تعليماته إلي عمدة بانجول بإرجاع المسجد و أرض المحظرة إلي الجالية الموريتانية . و تمتاز هذه الجالية عن غيرها من جالياتنا في الخارج بالتعاون و التآخي و التعاضد و تجسد الروحَ الوطنية َالخالصةَ التي تذوب فيها القبلية و الجهوية و ينصهر فيها اللون و يستشعر الكل روحَ وحدة الأصل و المصير و يستظل الجميع بظلال العلم الوطني الوارفة و يحن الجميع إلي ذلك المنكب البرزخي الأغبر و يذوب شوقا إلي لفح هجيره و رغاء بعيره .........///:...... ------.... في الصورة عمدة مدينة بانجول و أعضاء المجلس الإسلامي الأعلي بعد إبلاغ الجالية بقرار الرئيس آدم بارو إعادة مسجد و محظرة أبي ابن كعب . إلي جانب كل من الإمام محمد سالم ولد عبد العزيز و الإمام محمد ولد محمد يسلم" .