(700)اسطورة الشرطة الذي تنكرت له

أحد, 12/17/2017 - 15:43

بموت الأسطورة (٧٠٠اهتزت قلوب الضعيف حزنا ، وبكا الذين عرفوه وعاشروه ، وفقد الأمن سارية قوية كان يعتمد عليها لتفكيك الألغاز المعقدة ٠٠بموت هذا الرجل صفق السجناء في السجون طربا وفرحا٠٠ نظم المجرمين التظاهرات ولأفراح ، حاكوا القصص المفترات عن سبب موته، لتشويه صورة ناصعة حافظ صاحبها ضميري ووطنية٠
محمد يسلم  ينحدر من  ولاية آدرار مقاطعة أطار٠٠ دخل الشرطة دفعة ٩٠-١٩٩١، ثم عمل  في مفوضية تفرغ زينه، وبعدسنوات من العمل تم فصله على خلفية دعوى قدمها ضده أحد أبناء الطبقة المتنفذة ، وبعد فترة عاد الى سلك الشرطة  رغم  أنف المتنفذ الذي كان قد سد كل المنافذ ضد عودة الوكيل الى الجهاز،بفضل اوالدة التى استغلت فرصة زيارة قام بها ولد الطائع لأطار وبذلت كل جهدها لتلتقي به وشرحت له ماتعرض له ابنها من ظلم ٠٠ وعلى ذلك رجع محمد يسلم ولد حامدين الى  الخدمة في الجهاز٠٠ فتنقل بين مهمات في خدمة الشرطة كان منها جمع الإتاوة على سيارات الأجرة لاتحادية النقل، وقد نجح الوكيل في عمله نجاحا جعل الاتحادية تثق فيه  ٠٠ لكن الادارة العامة فتحت في تلك الفترة مفوضية خاصة للشرطة القضائية تهتم بمتابعة الأخلاق ، وكان من ضمن الأفراد الذين انتخبوا للعمل في هذه المفوضيةمحمد يسلم ولد حامدينوا المعروف بين الشرطة ب"٧٠٠" وهو رقم ترتيبه في  المدرسة"٠٠ظهر نجم الشرطي في المفوضية خاصة مع ولد عثمان الذي  اكتشف جسارة وجرأة وثقافة  الشرطي الواسعة في عالم الجريمة ومعرفته للمجرمين٠٠ وأكد الشرطي على ذلك من خلال ضبطه لعناصر كانت تؤرق بأعمالها الاجرامية ساكنة العاصمة، كما أحبط الكثير من عمليات التبييض  والسرقة  نفذتها عصاات دولية عابرة للقارات٠
سطع نجم الشرطي، وانتشر ذكر لقبه الذي عرف به بين اقرانه في مدرسة الشرطة(٧٠٠)،٠٠ فكانت قدرته الفائقة على كشف منفذي الجرئم بمختلف أنواعها القتل منها والسرقة والتبييض مثار جدل واستغراب حتي بين الضباط في الادارة نفسها٠
من الجرائم التي كشف عنها جرائم أقلقت الادارة وبثت الرعب في أفئدة المواطنين من سكان العاصمة ..جرائم نفذها صاحب سوابق  يعرف ب"الحسن  المخنز" بينها اغتصاب نساء على مرأى من أزواجهم الذين قام بتقييدهم ،وجرائم لا  حصر لهاكشف عنها الشرطي الذي مات وهو  يكافح الجريمة الفردية والمنظمة ٠
حصل محمد يسلم ولدحامدين المعروف "٧٠٠" على توشيح من رئيس الجمهورية ولد الطائع ٠٠ مات هذا البطل الذي تنكرت الادارة العامة لاسرته بعد وفاته بأيام ، وذلك بطردها لأسرته من منزل كان يسكنه في تيارت٠
٠٠
لقد تأثرت بشجاعة الشرطي والفطنة التي كان يتمتع بها ، بحيث أنه يعرف منفذ الجريمة من خلال نوع تنفيذ السرقة، وهو الذي لم  يحصل على تكوين في المجال ولا حتى دورة ٠
 من تأثيري به وإعجابي بأسلوبه في متابعة الجريمة ،كنت أزوره في منزله بعرفات قبل ان يتحول الى السكن في كرفور ، وكان يقدم لي الكثير من المعلومات التي ساعدتني في عمل البحث الذي حاولت اترك بصمة فيه بعد موت هذا الرجل ٠
جمعتني بهذا الرجل ذكريات جميلة وان كنت وقتها احتسب ما يفعله من اقدام وجسارة على عتاة المجرمين شكل من الغرور والتضحية ، والتي لايمكن ان تشاهد الا في الأفلام التي تعرض في دور السينما.  وقد استفدت كثيرا من الدروس التي كنت اخذها رغم الوقت الضئيل الذي كنت أخذه منه ، فقد كان الرجل مشغولا في البحث  اما عن  معلومات تقود للمجرمين أو في التخطيط للهجوم على عصابة حصل على معلومات تدينها، ومن الغريب ان هذا الشرطي كثير الحرص على  تدقيق معلوماته ، وذلك من المسائل التي جعلته ينجح في عمله وينال ثقة رؤسائه٠
أخبرني في حديث جمعني معه حول علاقته برؤسائه أن فضل تخطه العتبة الصعبة الى عالم النجومية في  البحث عن المجرم ضبطه كان مع ولد عثمان، كما كان للنكران رحمه الله دورا كبيرا في تعميق دلك الدور ٠
لكن مع ولد ابراهيم  ولد السيد كانت الحكاية الطويلة التي ستنفرد لها حلقة خاصة من هذه التدوينية  عن حياة  ( أسطورة الشرطة ٧٠٠)٠٠٠