المذرذرة والأجنحة المتصارعة

ثلاثاء, 03/27/2018 - 14:21

الحوادث- كشف الإصلاح الذي ينويه الرئيس محمد ولد عبد العزيز- والمتمثل في إعادة هيكلة الحزب الحاكم  الإتحاد من أجل الجمهورية بناء على قواعد شعبية قائمة تبدأ من  إنشاء وحدات ثم فروع والأقسام  التي تتشكل منهم مناديب للتمثل في المجلس الوطني للحزب -عن بروز خلافات عنيفة بين الطبقة السياسية القديمة والتي كانت تهيمن على الساحة بفعل التكتلات القبلية والتحالفات المبنية على المصالح النفعية والتي كانت وراء الاختلالات التي أثرت على بنية الحزب، الأمر الذي تنبه إليه رئيس الجمهورية وحاول أن يتلافاه بإنشاء لجنة خاصة للإصلاح، وهذه اللجنة قدمت اقتراحا ببحث الموضوع من خلال أيام تشاورية تحضرها وتشارك فيها جميع الأطياف داخل الحزب وخارجه من الأحزاب الموالية والداعمة لمشروع الرئيس٠

وكان من ضمن ما توصل إليه المشاركون في الأيام التشاورية إعادة هيكلة الحزب من خلال بناء قواعد شعبية ينتخب منها الفروع والأقسام والمناديب٠٠ وقد صدرت الأوامر الرئاسية بإرسال بعثات تم تشكيلها من عناصر الحكومة لتحسيس وشرح مضمون فكرة تجديد هياكل الحزب، ومن المقرر أن تبدأ الآلية الأولى لهذه الهيكلة والمتمثلة في تسجيل الوحدات للحزب يوم الخميس المقبل الموافق ٢٩/٠٣/٢٠١٨.

الصراع المحموم نحو التسجيل

بدأت فكرة تجديدهيكلة الحزب لدى العامة غير غريبة وخاصة لدى الطبقة التي كانت تُمارس عمل الحزب، لكن الذي كان غير مفهوم وعقد الموضوع أكثر من ذي قبل هو نظام الوحدات الذي لا يمكن لأي كان الوصول إلى الفروع أوالأقسام أو المجلس إلا من خلالهم، الأمر الذي يستدعي من أي شخص يطلب الولوج الى داخل الحزب أو الترشح المرور عبر هذه الآلية الجديدة٠

أكثر من مصدر يؤكد أن اهتمام الرئيس بإعادة هيكلة الحزب وإنشائه على قواعد شعبية ومناديب يتم فرزهم من داخل هذه القواعد، يعود إلى أن الرئيس يفكر في التخلي عن الرئاسة والتحول إلى رئاسة الحزب بوصفه القناة التي تتحكم في قرارات الحكومة وفِي الرئيس الذي سيتم انتخابه من خلال الحزب٠

الوضعية الحالية التي تعيشها الساحة السياسية مرتبكة وغير مستقرة بسبب الاختلال الكبير في النظام الذي كان متبعا في نظام الحزب الذي كان محسوبا على مجموعة من رجال الأعمال ومتنفذين من قبائل وتحالفات تسيطر عليه تفرض قراراتها وترسل عبره رسائلها٠

المذرذرة وخلافات الساسة

موضوع تجديد هياكل الحزب كان في ولاية الترارزة وبالتحديد مقاطعة المذرذرة  مناسبة احتدم فيها الصراع بين طبقة كانت تسيطر على أقسام الحزب من خلال متنفذين يختفون خلف البلاط وحاشية الرئيس، وهذه التجربة الجديدة فتحت الباب أمام شخصيات كانوا يتابعون الخارطة السياسية في المنطقة، ولكن ظروف ما كانت تمنعهم من المشاركة والظهور على مستوى يجعلهم ينافسون في المعترك٠

فمثلا ستشهد حلبة التنافس على مستىوى مقاطعة المذرذرة ظهور شخصيات جدد يظهرون لأول مرة وقد يكوّن لهؤلاء تأثير قوي يسحق وجود الطبقة التي كانت مهيمنة وهو ما تتخوشه الأخيرة وتحاول أن تبني تحالفات تحفظ لها وجودا ولو نسبيا، مثل ما يحاوله فيدرالي الحزب على مستوى الترارزة  ولد الشيخ ٠٠هذا فضلا عن وجود بعض الأشخاص الذين يجدون من مواسم السياسة فرصة للاستفادة من الصراعات، خاصة الأشخاص الذين يرفعون شعار تواصل واتحادقوى التقدم واتحادقوى عهد جديد٠