كرمسين، الأجنحة، الاصطفاف السياسي الجديد.!؟

سبت, 03/31/2018 - 04:34

الحوادث- كرمسين حيّز ترابي  مترامي الأرجاء، يحتضن في طياته المتشعبة قرى سكنية تتمازج بفعل المواطنة رغم اختلاف أعراقهاوانتماآتها السياسية، فالمنطقة تضم قوى عشائرية يحفظ التاريخ لها مراحل متعددة من التوافق والاختلاف على السلط التقليدية تارة، وتقاسم الحيّز الترابي تارة أخرى. كما تعيش في الحيّز الجغرافي للمنطقة تجمعات وفدت واستقرت وصارت جزء لا يتجزأ من ماضيها وحاضرها٠

وبما أن المقاطعة منطقة زراعية فقد جلبت اهتمام أصحاب المطامع في الربح من التجار والمستثمرين الذين استغلوا ضعف قدرة السكان الأصليين ملاك الأرض عن زراعتها بدرجة توفر مايسدرحاجيات السوق من الإنتاج الزراعي، فاغتنموا فرصة جهل السكان وتلاعبوا بذكاء خبيث على عقولهم بعقود إيجار صاغوها بالتعاون مع السلطات الإدارية والقضائية إلى صكوك شراء، وجابهت السلطات بالقوة والقمع الذين اكتشفوا مقلوب اللعبة، وتغلب المستثمرون الأمر الذي خلق الشقة بين الساكنة والأنظمة٠

التهميش والإقصاء٠٠

وأكثر مشكل يتذمر منه سكان المنطقة  إضافة إلى ماسبق مشكل التهميش السياسي والاقتصادي بسبب إبعادهم عن مراكز القرار  بتمثيل أشخاص لا وجود لهم بين السكان فرضتهم الأنظمة السابقة واللاحقة منتهجة بذلك سياسة حبس الأصوات في دائرة مفرغة حتى لا تشكل مايطير الضجيج والقلق لها.

ويعود سبب إقصاء سكان المنطقة وممارسة الاستبداد والتهميش عليهم حسب المحللين إلى تاريخ استقطاب الحزب الجمهوري الذي كان يحكم به ولد الطائع لأشخاص محددين لاتتجاوزي عددهم اثنين أو ثلاثة أقصى حد، مكنهم ولد الطائع من التصرف في المنطقة وقلدهم مناصب وزارية ريادية في الدولة أفرجوا خزنها في جيوبهم، وتمكنوا بفضل الثقة التي منحهالهم ولد الطائع من جمع أموال طائلة جعلت بعضهم يقف بالمرصاد متحديا الانقلابيين الذين أطاحوا بصاحب النعمة عليهم، ويناصروا سيدي ولد الشيخ عبد الله في تحد سافر للعسكر قبل استجابتهم للحوار الذي تحولوا منه إلى موالين في ثوب المعارضة المحاورة٠

لم تؤثر التحولات التي شهدتها الساحة السياسية والتي عقبت المرحلة الانتقالية التي قادها اعل ولد محمد فال في المنطقة تأثيرا يخرجها من عنق الزجاجة رغم ما حققته المعارضة المتمثّلة في اتحاد قوى الديمقراطي الذي يقوده احمد ولداداه، والإسلاميون في تواصل من مقاعد في المنطقة دخلت بها القبة البرلمانية وتربعت به على بلدية امبلل، بعد أن أطاحت بزعامة تقليدية وحل مكانه وجه من سماسرة سوق وكالات تأجير السيارات، وجاءت بوزير كان في حكومة ولد الطائع تنكر للحزب الجمهوري ولبس عباءة المعارضة٠٠ وكل ذلك كان بفعل الصدامات والخلافات الداخلية بين الطبقة القديمة والتحالفات التي ظهرت في تلك الفترة ممتطية موج المعارضة لتحقيق غرض واحد التخلص من كابوس أزلام ولد الطائع الذي كسبوا على أنفاسهم٠

رجال الأعمال والكاسب الضيقة٠٠

لن أغوص في سرد كرونولوجي لماجاء بعد ذلك من أحداث يضيق عنها المقام أثرت في تغيير الخارطة السياسية في المنطقة، إنما سنتطرق بإجاز لآخر حدث كان له دور فاعل في بروز وجوه جديدة على الساحة السياسية فرضت وجودها ودخول القبة البرلمانية بالمال، مثل رجل الأعمال محمد عبدالله المعروف" إللي" الذي فاجأ الجميع، وغير نمط التحالفات ليصل إلى هدفه ويفتح الباب أمام محمد عالي ولد عبدوت المدعوم من قبل رجل الأعمال أحمدو ولد بيي( الخط الآمن) ليصل إلى عمدة "إمبلل" ويطيح بابن عم " اللي" ولد عبد النُّون المحسوب على المعارضة في مقلوب القاعدة أنا وحليفي ضد ابن عمي٠

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان من خلال سياق الحديث، كيف ستتشكل الخارطة الجديدة في كرمسين، في ظل الإنقسامات السياسية التي تشهده المنطقة، والآلية الجديدة التي يعتزم الحزب الحاكم تجديد هياكله بناء عليها!؟٠٠وهل سيؤثر ظهور الأصوات التي تطالب بضخ دماء جديدة من رحم تجمعات كابدت الظلم والتهميش رغم النسبة الانتخابية الكبيرة كانت تتمتع قوى مهيمنة بنصيبها..!؟

دماء جديدة وتحالفات جديدة٠٠

الجواب على هذه التساؤلات سأضطر لإرجائه إلى حين الكشف عن النتائج المتحصل عليها في تجديد هياكل حزب اتحاد من أجل الجمهورية، حيث تطمح المجموعات المهمشة والمقصية من الكعكة السياسية على حساب مجموعات أخرى كانت تنعم بجهودهاأن تنظم قوتها وترتبها جهودها في مراكز قوتها حتى تتشتت فتقتات المجموعات المنافسة عليها، لتخرج من ضائقة التهميش والدائرة المغلقة التي كانت محصورة فيها٠

وتعول هده المجموعات في المنطقة على شفافية الآلية التي سيتبعها الحزب في وضع الهيكلة، رغم ماكشفت عنه مصادر من إقدام بعض مساعدين المنفق الدهاه من سكان الحوض على سحب المواطنين الذي يترددون على الشيخ طلبا للمساعدة لتسجيلهم في الحوض الشرقي رغم أن المسجلين من سكان الضفة٠