تجار الدعارة والشرطة والإعلام

ثلاثاء, 04/03/2018 - 13:26

الحوادث- كانت وإلى وقت قريب أسرار تجار الدعارة  وصراعهم مع الشرطة غائبا عن الأوساط الشعبية، رغم ماكان لهذا الصراع من تفاعلات دائما الشرطي فيها هو الضحية، خاصة في ظل العلاقات الفوقية التي تربط مدراء في الشرطة ومفوضون يديرون مفوضيات حساسة تعد العرق النابض لأوكار تجار الدعارة٠٠ فالعلاقة الفوقية التي تربط تجار الدعارة بالسلطة والنافذين في السلطة طغت حتى كونت سلطة تتحكم، بمعنى أن سلطة تجار الدعارة سيطرت مما أضعف قوة الشرطة وجعلها شبه مفقودة في ظل اتساع سلطة تجار الجنس من المخنثين والمثليين ومن على شاكلتهم من المشتغلين في هذه المهنة التي رفعت من مستوى الساقطين إلى مراكز القرار بفضل علاقاتهم المشبوه بالمتنفذين٠

أحد تجار الجنس من اللذين يعرفهم الجميع بسبب انتشار اسمه بين الأوساط الشعبية بعلاقاته النافذة على مستوى مركز القرار وأيضا على المستوى العالمي حيث ينتمي لأكبر تجمع للمثليين عالميا يتخذ من اسبانيا مقرا له كان وراء سمسرة الجنس في الخليج خلال العقد الماضي حيث كانت له اليد في سفر عشرات الفتيات الى السعودية والإمارات وأخذ من وراء استقلالهن هناك أموالا طائلة استثمرها في شقق مفروشة في شتى مقاطعات نواكشوط، وترك الفتيات اللواتي سفرهن الى الخارج وأخذ على حسابهم تلك الأموال عرضة للضياع والسجن في تلك البلدان

إن علاقة تجار الر الجنس بالسلطة العليا جعلت عناصر من الشرطة في أسفل الهرم المتذمرين من الوضع يتعاملون مع موضوع تجارة الجنس بخوف لما لآمسواه من قوة ونفوذ لتجار الجنس يمكنهم من كل مايريدون خاصة في الإدارة العامة للأمن والقضاء اللذين هما السلطتين المباشرتين في الميدان ، فاضطر البعض من العناصر فيرالشرطة التعامل بحذر، بينما سقط البعض في شبابيك شبكات التجارولهث وراء ما يدفعونه مقابل التستر على أعمالهم وتارة تقديم المساعدة في تأمينها وتقديم المعلومات حول حركات الأمن٠

 

هذه العلاقة التي فرضتها هيمنة قوى تجار الجنس والتي لم يسلم منها إلا من رحم الله بسبب ابتعاده، تعدت لتشمل قطاعا أخر غير بعيد من الشرطة في المهنة هو قطاع الاعلام حيث بدأ اصحاب مهنة الإعلام المهتمين بمحاربة الإنحلال و السقوط في براثن الجنس، ومن حيث لايري هؤلاء المهتمين الذين كان عددهم يعد على أصابع اليد  وجدوا أنفسهم في أسرة بغرف مفروشة لسيدات  يقدن  أكبر شبكات لتجارة الجنس، وبفعل هذه العلاقة اضر هؤلاء الصحفيين أن يدافعوا أو يبتعدوا ويكونون مراقبين من وراء الستار في صمت حتى لا تفتضح أسرار علاقتهم المشبوهة٠

وقليلون واحد أو إثنين الذين حملوا مشعل الكتابة وتجرأوا على المواجهة رغم العراقيل والأشواك التي زرعت في طريقهم، فكانت جريدة الحوادث الورقية أول منبر حر يخترق الصمت والكابوس المطبق من خلال تقارير أعدها فريق تحريرها كشفت عن أسرار أوكار تجار الجنس وأظهرت العلاقة المعتدية  مع السلطات العليا، وواجه مدير الصحيفة الكثير من الشكاوى قدمت ضده للنيابة، كانت كلها تصتطدم بالحقيقة والأدلة الدامغة تقلب الدعوى على المدعى٠

وبستحياء مع الطفرة التي شهدتها الساحة الإعلامية من انتشار الصحف والمواقع بدأت المواقع تنشر عن الجريمة وتحاول بأنامل مرتعشة  أن تكتتب في الموضوع، معتمدا على ما تنقله عن الحوادث الورقية قبل أن يولد الموقع الذي صار اليوم مصدرا لجميع الشبكات الاعلامية تنشر عنه بالعز وغير العزو٠

اليوم تشهد الساحة ظهورا لأساطين من تجار الجنس يتهمون عناصر من الأمن بتشويه صورتهم، بتسريب معلومات يزعمون أنها كاذبة، فيما يكشف عناصر الأمن  -الذين  يتهمهم تجار الجنس - بتشويه سمعتهم- عن تاريخ طويل من العمل في تجار الجنس وممارسة الرذيلة وتبييضها في ممارسات على نمط آخر، هذا الصراع  الدائر بين الشرطة وتجار أساطين تجار الجنس، ينقله الاعلام رغم شُح المعلومات للشارع الذي بدأ يتابع هذا الجانب من الإخبار الذي طبع المجتمع على الولوج بالحديث فيها والبحث عنها٠