الجنرال ولد مكت.. الرافعة التي انتشلت الشرطة من الشرطة

ثلاثاء, 04/17/2018 - 09:03

الحوادث- شهد جهاز الشرطة في موريتانيا انتعاشا وحركة تغيير توحي بصدق نية قيادته في إيقاظ الشعور الميت بأهميته وضرورة وجود الشرطة لتحقيق الأمن والأمان واستتباب السكينة.. هذا الانتعاش الذي بدأ يدب في الجهاز جاء بعد صراع مع جناح قوي يمثله  الراديكاليين الذين عايشوا ميلاد الجهاز وواكبوا تطوراته من غير أن يحدثوا تغييرا، أو يرسموا صورة للمستقبل -الذي غافلهم بتطوراته التكنولوجية الرهيبة- لمكافحة تطور الجريمة في منطقة تماس حدودية خاصة مثل موريتانيا البوابة المطلة على أوروبا والتي تعتبر وجهة المهاجرين من مختلف البلدان الإفريقة مما رشحها لتكون حاضنة لشبكات التهريب ومعبرا لا يمكن التجاوز إلى أوروبا إلا من خلاله.

وقد سعا المدير العام الحالي الجنرال ولد مكت  إلى خلق جهاز قوي يواكب المتغييرات ويتصدى لخطر شبكات الجريمة المنظمة والتي استغلت حالة السبات التي عاشها الجهاز لتنمو وتبيض وتفرخ، وذلك من خلال ردم ثغرات التصادم والصراع بين الأجنحة والتجاذب بين القدماء من أصحاب الرتب.. والبحث عن منابع التمويل والتكوين، والذي كان من فوائده تشييد مقرات للمفوضيات على مستوى هندسي يراعي المقومات المطلوبة عالميا، هذا فضلا عن التكوينات التي خضع وتخضر لها عناصر القطاع داخل البلد وخارجه في شتى مجالات عمل الشرطة.

وقد أخذ الجانب اللوجستي اهتماما كبيرا من تفكير المدير العام، حيث عمل على جلب المعدات الضرورية لتظهر الشرطة في إطار ينم عن جاهزيتها وقدرتها على التصدي لأي خطر يباغت، ويتجلى ذلك في  ما تزخر به  سرايا حفظ النظام  ومكافحة الشغب والإدارات الخاصة لمكافحة الإرهاب من معدات وآلية حديثة، كما أسس لمراقبة الحدود الترابية مراكز تضبط سلاسة العبور وتراقبها من المهربين.

ويشكل نظام ضبط البلاغات الذي زودت به الإدارة العامة للأمن المفوضيات  والتي تلقت عليه عناصر من الشرطة تدريبا مكثفا نمطا جديدا لم يكن معروفا في قطاع الشرطة، وكذلك نظام البصمة والصورة الذي بدأ يفعل استجابة لمطلبات الضرورة، فقد زودت أقسام الشرطة القضائية بآلية  لهذه الخدمة مع تدريب عناصر على كيفية استخدامها.

وقد شكل لاكتتاب ضرورة  ملحة بادر المدير العام إلى تنفيذها فأعلنت  الإدارة العامة عن اكتتاب دفعات متتابعة في سلك الوكلاء وصل عدد الدفعات المكتتبة إلى ما يقارب 2000 مكتتب خلال السنوات الخمسة الأخيرة،هذا بالإضافة إلى اكتتاب دفعات من أصحاب الرتب لتسد الثغرة التي تركها إحالة الكثير من أصحاب الرتب إلى التقاعد.

إذا كان رجل الشارع مهموم بما تعيشه المنطقة من تحولات اقتصادية واجتماعية قد تعقد من وضعية الأمن وتجعل المواطن  عرضة للجريمة بين الحين والحين.. فتفكير المدير العام للأمن يحتوى كل تلك التحولات ويمد لها قرون الاستشعار ويحسب لها حسابها بالعمل الدؤوب على أن  يشق القطاع طريقه نحو القدرة على السيطرة واحتواء المواقف مهما كانت طبيعتها أو الدوافع وراءها.

وبناء على ذلك يسهر المدير العام على أن يخرج بالقطاع من التقوقع على نفسه ذاته  ويقدم نفسه للقارئ في شتى العالم من خلال جناح إعلامي تصدر عنه دورية سنوية ظهر أول عدد منها مع نهاية السنة المنصرمة 2017، وموقع الكتروني عبر الشبكة العنكبوتية يجري العمل على انطلاقه في الأيام المقبلة سيتغذى من حركية القطاع، وقد جهز المدير العام لهذا القطاع الإعلامي الخاص بالجهاز كل الإمكانيات اللوجستية التي تضمن له الحركة الدائمة والمنافسة والنجاح.

محمد أحمد حبيب الله