وفاء للتاريخ وخدمة للجناب النبوي /الحسن السعيدي

ثلاثاء, 05/01/2018 - 14:53

الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه واستن بسنته إلى يوم الدين .
على الرغم من أنني لم لم أحظ بلقاء الشيخ الرضى بن محمد ناجي الصعيدي الشريف الحسيني الذي ملأ الدنيا وشغل الناس جودا وخلقا ومعرفة ولم أتشرف بحضرته الكريمة وما ذلك إلا لما تربيت عليه من انزواء وورثت من نكران للذات ، مع ما ورثت من محبة صادقة وود متوارث لهذا الشيخ وأسرته الكريمة الشريفة التي ظلت وما تزال نبراسا محمديا ومنارة هاشمية في هذه البلاد ، على الرغم من كل ذلك فيصدق علي مع هذا الشيخ قول أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي : 
وألق الفم الضحاك أعلم أنه 
قريب بذي الكف المفداة عهده 

وفي خضم الأحداث الأخيرة أردت أن أدلي بدولي في نصرته تنويها بالمحامد ووفاء للتاريخ وخدمة للجناب النبوي الشريف ؛ فنظمت هذه الخاطرة :

مدين كل من سلك الشعابا 
ومن سكن الأباطح والهضابا
ومن حمل اللواء ليوم بؤس 
ومن قرأ الصحائف والكتابا 
ومن نص العتاق لنيل حظ
ومن قاد المسومة العرابا 
ومن وضع العمامة عبقريا 
ومن كشف النقاب ومن أنابا
ومن مضغ الأراك ومن جناه 
ورسل الكوم كان له شرابا 
ومن سكن المدائن واستحالت 
فصاحته مكاء واضطرابا 
ومن نظم القريض بلا رئي 
ومن أوحى إليه بما استطابا 
ومن أعيى ومن بلغ المعاني 
ومن طلب المحجبة العيابا 
لشيخ من مزاياه اللواتي 
يدل بها امتثالا واجتنابا 
أبوة خير من حمل المطايا 
واكرم من أنخن به انتسابا 
وأن عيون كل الناس صور 
إليك مودة ولك ارتقابا 
ديارك ما نئت رغم التسامي 
ولم تغلق أمام الناس بابا
وما حادت عن السنن المفدى
ولو حادت لكنت لها ضرابا

مدين والزمان له مدين 
أرى أبناءه العجب العجابا 
أراهم كف من ألف المعالي 
عطاء لا يكدر واحتسابا
أراهم كف من لا يطبيها 
سخاء غير أن تلج الجرابا 
وعلمهم - وقد علموه برا -
مقام المال عالية ونابا 
"علي" المرتضى من آل طه
إمام المجد موهبة مهابا 
تسائله الأنام وما يرجي 
سوى فضل الإله لها جوابا
أياد في رقاب الناس طرا
تسير ولا يريد لها إيابا
مدين للزمان بما أفاضت
يداه على بنيه وما أصابا
مدين للزمان بما أحالت 
يداه من رزاياه عذابا 
مدين للزمان وراحتاه 
نفت عنه الملامة والكذابا 
وأعطت للقريب بدون من 
واكسبت البعيد به اقترابا 
مدين للزمان وقد أفادت 
يداه من رمى بهم الركابا
مدين والزمان له مدين 
تكرم أن يبادله العتابا

عسى الرحمن يقضي ما تقضت
به الأيام معروفا وطابا 
ويرجع روضك الميون مأوى 
خصيبا مستماحا مستطابا 
وتزدان المعارف والمعاني 
وتنهمر السماء به ربابا 
ويرضى كل من عزت عليه
مرابعه ومن فيهن شابا
سلام الله ما تاقت لبذل 
يداك ومن يتوق لك الإيابا
تحية من أحبك دون علم 
وفاء للمكارم وانتسابا
على المختار جدك ما تغنت
حمامات اللوى شجنا غلابا 
صلاة الله يتلوها سلام 
كنشر الطيب نم به فطابا
وما أسرى نداه على البرايا 
وقد هلكوا بغيث ما أرابا
وعترته وصحبته جميعا
صلاة نستميح بها السحابا 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.