حبيبه٠٠٠وأحلام الشعوذة

سبت, 06/02/2018 - 14:48

الحوادث انواكشوط- فتاة في  الربع الأول من عمرها الافتراضي،طويلة ممشوقة القوام، جميلة المحيا، تبدو ضفائر شعرها المتدلية على متنها من ملحقة" اكنيب" الشفافة سودا ءكالليل البهيم،تغطي عينيها الواسعتين بنظرات كبيرة تكاد تغطي صفحة وجهها من قوق أنفها الطويل، الذي تلفه مع فمها في طرف من ملحفته٠٠ المكان ركن جدار العيادة المجمعة " إكلينك" الجنوبي،حيث عريش صغير بسعة متر ونصف تربيع، لمواطن  من دولة نيجيريا يمارس فيه عمل الشعوذة والتدجيل، على اللذين يزورونه بغرض قضاء الحاجات٠

في  زاوية من هذا العريش الضيق جلست - حبيبه- قبالة - كوغو- الذي تربع بجسم سمين وبطنه المنتفخ، والقامة القصيرة والوجه الدميم ،وعينان يتطاير منهما الشرر لاحمرارهما تبحلقان في وجه الفتاة التي كشفت عن بعض وجهها بنزعها النظارات وحسرها عن أنفها وفمها طرف ملحفتها٠٠ تمتم بكلمات مبهمة وهو يرمي بحبات ودع في متسع صغير يفصل بينه والسيدة، وكرر رمي حبات الودع مرات ومرات، وفِي كل مرة كان يوجه إلي السيدة  سؤال٠٠ تارة عن أسمها، وأخرى عن أسم أبيها، ومرة عن حالتها الاجتماعية، ومن خلال أسئلته المتقطعة، ونظراته  المفزعة إليها ، حصل لديه صندوق من المعلومات عنها، وانقطع عن رمي الودع، وأخذ مسبحة  كبيرة، وبدأ يعد حباتها واحدة واحدة، حتى جاء عَلى عدد من حبات المسبحة، رمى بها جانبا، وخاطبها:

٠٠٠ لديك مستقبل باهر، تتصارع عليك الرجال، بعضهم من الأثرياء، بعض هؤلاء الأثرياء مفتونون بك، ولديهم الرغبة في الزواج منك٠٠ (يقطع المشعوذ  حديثه-  فتتشوق السيدة لتسمع أكثر، أحست بأن حديثه يلامس أشياء يخيل إليها أنها قريبة من الحقيقة- يتابع المشعوذ: لكن زميلات من المقربات منك، يسحدنك، وينافسنك، ويحكون القصص الكاذبة بينك وهؤلاء الرجال، الذين يحاول كل منهم الاقتراب منك على حدة والاسئثار بك٠

تقطع السيدة تأمل الدجال- المصطنع- ماذا علي أن أفعل٠٠ أحد الرجال الذين تتحدث عنهم، أريد منه الزواج، والاستئثار به، دون بيته٠٠ وتكشف السيدة - للمشعوذ عن معلومات جديدة- فالرجل متزوج، ولديه أسرة، وأنا أريده أن يطلق زوجته، ويتزوجني ، ويبقى لي وحدي، وجئت إليك، لهذا الغرض٠٠ سمعت عن عجائب أعمالك في المجال٠٠ يطرق المشعوذ بوجوم في الأرض، ويرفع رأسه في وجه السيدة التي تتحاشى النظر الى وجهه لكراهيتها ٠٠ نعم يمكنني أن أنفذ طلبك، لكن هذا العمل يحتاج إلى مال كثير، لأن نجاحه يتطلب مني جهدا كبيرا، وذلك الجهد سيتطلب مني إرهاق الكثير من الدم، وبذل الكثير من الصدقات٠٠ تقاطع السيدة: 

أنا مستعدة لكل ما يتطلبه العمل من مصاريف٠٠ يعود المشعوذ إلى أشيائه المتناثرة من حوله، قطع افراو مختلفة الأشكال، علب فيها بعض المسحوق، قرون من مختلف الأحجام٠٠ ستقدمين لي مبلغ مليون من الأوقية مقدما، وبعد يومين ستعودون لي، لتأخذي العلاج الأولي، ويتمثل في تميمة فيها مسحوق ستعصريه له في كأس شاي، وبعد اسبوع من ذلك الموعد ستعودون إلي وتدفعين الجزء الثاني (خماسمئة الف أوقية)منالمبلغ الاجمالي المقدر ب( ثلاثة ملايين أوقية)٠٠ وسأعطيك مسحوق آخر٠٠تابع