مقارنات سياسية!

سبت, 07/28/2018 - 14:39

على الرغم من وجود الكثير من أوجه التشابه بين المسارين السياسيين لكل من الرئيس الغيني البروفيسور ألفا كوندي، وزعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية الموريتاني المعارض؛ أحمد ولد داداه، إلا أن من المبالغة الحديث عن تطابق بين المسيرة النضالية لكلا الرجلين.
فبينما بدأ كوندي مساره الوظيفي أستاذا جامعيا في باريس؛ منخرطا في النضال الشبابي اليساري المناوئ لأحمد سيكو توري (أول رئيس لجمهورية غينيا)، كان أحمد ولد داداه مستشارا اقتصاديا وماليا للمختار ولد داداه (أول رئيس لموريتانيا)رحمه الله، ثم مديرا عاما لشركة "سونمكس" للإيرادات والتصدير؛ قبل أن يتم تعيينه محافظا للبنك المركزي الموريتاني عند تأسيسه سنة 1973، ثم وزيرا للمالية سنة 1978.
أسس كوندي الحركة الوطنية الديمقراطية (معارضة سرية) سنة 1977 ليبدأ مرحلة المقارعة المباشرة ضد نظام توري الذي أجبره، مع مئات الأُطر والسياسيين الغينيين، على الهجرة والعيش في المنفى قبل أن يحكم عليه غيابيا بالإعدام؛ وفي تلك الأثناء اختار أحمد ولد داداه مغادرة موريتاتيا بعد إنهاء الإقامة الجبرية التي فرضها قادة انقلاب يوليو 1978 على المختار ولد داداه وجميع وزرائه؛ فعمل خبيرا استشاريا مستقلا، ثم مستشارا لحكومة جمهورية إفريقيا الوسطى.
وفيما اغتنم زعيم المعارضة الغينية بداية الانفتاح الديمقراطي الذي شهدته غينيا مطلع تسعينيات القرن الماضي، على غرار بقية دول القارة الإفريقية، ليعود من منفاه (الإجباري) إلى بلاده ويؤسس حزبا سياسيا جديدا ويتحول من معارض سري مقيم في الخارج إلى معارض في الداخل بغطاء دستوري شرعي؛ عاد ولد داداه في نفس الفترة تقريبا إلى موريتانيا من منفاه (الاختياري) حيث رشحته قوى المعارضة السرية سابقا (الحركة الوطنية الديمقراطية، اليسارية؛ والتيار الإسلامي، وحركة الحر؛ وتيار الحركات الزنجية) لمنازلة الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع؛ القادم من عباءة النظام العسكري القائم آنذاك، لكنه خسر تلك الانتخابات وسط تنديد عارم بحدوث عمليات تزوير واسعة لنتائجها.
في المقابل خاض ألفا كوندي تجربة مماثلة حين ترشح في رئاسيات 1993 ضد الجنرال لانسانا كونتي الذي فاز بطريقة مشابهة تماما لتلك التي فاز بها ولد الطايع في موريتانيا !
عاود أحمد ولد داداه الكرة حين ترشح مجددا، ضد الرئيس ولد الطايع سنة 2003 دون التمكن من تحقيق طموحه الرئاسي؛ تماما كما فعل ألفا كوندي مع الجنرال كونتي في رئاسيات 1998.
بعد الإطاحة بولد الطايع سنة 2005 ترشح أحمد ولد داداه للرئاسة في مارس 2007 لكنه انهزم في الشوط الثاني أمام سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله المدعوم من بعض قادة المؤسسة العسكرية؛ بينما انتهز كوندي المرحلة الانتقالية التي أعقبت استيلاء الجيش على السلطة في غينيا إثر وفاة الرئيس لانسانا كونتي سنة 2008 فترشح لرئاسيات نوفمبر 2010 وفاز في الشوط الثاني على منافسه سيلو دالان جالو.
خلال حفل تنصيبه رئيسا لجمهورية غينيا يوم 21 ديسمبر 2010 في ملعب 28 سبتمبر بالعاصمة كوناكري؛ وجه كوندي دعوات لغالبية رؤساء دول إفريقيا الغربية بمن فيهم الرئيس الموريتاتي محمد ولد عبد العزيز؛ لكنه حرص - أيضا - على دعوة صديقه أحمد ولد داداه رسميا لذات المناسبة.
يذكر أن كوندي زار موريتانيا سنة 2006، بعد خروجه من السجن، والتقى بأصدقائه وحلفائه من السياسيين الموريتانيين بينهم أحمد ولد داداه الذي قال كوندي يومها إن الفضل في إرغام الجنرال كونتي على إخلاء سبيله يعود لضغوط دولية قوية أهمها تلك التي مارستها الأممية الاشتراكية بطلب وإصرار من ولد داداه !

نقلا عن صفحة السالك عبد الله مختار على موقع التواصل الاجتماعي( الفيس بوك)