تقشير السمك.. عمل خريجي الجامعات في سوق السمك

أربعاء, 12/05/2018 - 13:30

الحوادث- وضعية تدعو للحزن على  على بلد لديه مقدرات هائلة من الثروات المعدنية والبحرية، يقدرها المهمتون بالدراسات الاقتصادية بأنها كافية ليعيش سكان البلد في حالة من الرفاهية الاقتصادية تجعله ليس فيه فقيرا ولا معدوما .إنها وضعية عشرات الشباب ومتوسطي العمر من خرجي الحامعة الوطنية وجامعات من بلدان افريقية واوروبية وعربية يعملون في تقشير السمك، ليحصلوا منه على ما يمكنهم من كسب لقمة العيش،أوسد ثقب من حوائج الحياة اليومية.

سيتفاجأالزائر لسوق السمك وهو يستقبل من قبل عشرات الشباب يتدافعون عليه يستفسرون منه عن غايته من السمك، وكل واحد يقدم ما بوسعه من الخدمات ليفوز به، حتى ينال فرصة تقشير الكمية التي سيشترى -الزبون- من السمك، وقد يتفاضل الحظ، حيث يصادف أحدهم شخص سيشتريكمية كبيرة فيحصل من ذلك على مبلغ قد يصل إلى 200 أوقية جديدة، وقد يحصل على اكثر، حسب الكمية التي سيشترى الزبون.. ولدى هؤلاء آلات لعملية التقشير تتمثل في سكاكين وأمواس لضرورة العمل،ولديهم ملابس خاصة لتحمل القذرات التي تنتج عن تقشير السمك وتحضيره من تقطيع وتجزينة. 

ورغم قلة ما يكسبه هؤلاء، والظروف الصعبة التي يحصلون فيها عليه، فهم مجبرون على دفع ضريبة يومية لإدارة السوق، مع أنها لاتقدم لهم خدمات تستحق ما تأخذه، فلا تعمل على تنظيم الزبائن حتى توزع الاستفادة بشكل منتظم على أصحاب الخدمة وتهيئ لهم المكان بالتنظيم، وإبعاد القمامة التي تزعج الزائر.

عبد الله شاب تخرج من جامعة انواكشوط قبل فترة وحاول الدخول في الوظيفة العمومين من خلال المسابقات ولم يحالفه الحظ، و دفعته التزاماته اتجاه نفسه وأسرته أن يبحث عن عمل يدر عليه بمكسب، فقاده البحث إلى الشاطئ حيث سوق السمك، وبما أنه لايملك مالا يمكن من خلاله ممارسة تجارة السمك،وليس لديه معين على ذلك دخل ميدان عمل تقشير السمك، ويكسب عبد الله من عمل التقشير ما يسد به حاجة الوقت،ويرى أن العمل مفيد إذا التزمت إدارة السوق وظيفتها، بحيث تراقبه من الأجانب الذين يضايقون المواطنين في كل المجالات من صيد وتسويق وحتى تقشير السمك للزبائن وإعداده، ويرى أن المجال خصب، لكن هيمنة الأجانب علبه وبعد المواطن عنه وعد الاهتمام به هو السبب وراء عدم الفائدة منه.

عمر رجل في متوسط العمر تخرج من جامعة في سنغال وبعد انتظار طويل وبحث أخذ الكثير من عمره قرر الالتحاق بالعمل في سوق الصيادين بتشجيع من زملاء له، ودخل عمل تقشير السمك، وقد استطاع أن يساهم في مصروف أسرته وشراء وصفات غالية لوالد المريض بالقلب، كما استطاع بناء غرفة في قطعة أرض لوالده، ورغم كل المعاناة التي يعانيها من شغف العمل ومضايقات الغير.

كثيرة هي المشاكل التي تثير الكثير من الاساؤلات، مشاكل تقع مسؤوليتها على مؤسسة الأسماك، والبعض على مسؤولية القطاعات الخاصة والتي تشكل العمود الأساسي لحركة السوق؟.