التعدين في تازيازت يهدد البيئة وحياة الإنسان في موريتانيا

سبت, 03/09/2019 - 16:23

الحوادث- ....ليس وحده عمار الرجل الخمسيني من تضرر من سموم التعدين في تازيازت .. فأمثاله كثر بالعشرات،يعانون من أمراض مزمنة على أسرة المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة في سنغال وتونس.. محمدفال شاب في الأربعين من العمر عمل في شركةتازيازت على حساب شركة خصوصية متعاونة مع الشركة، أصيب الشاب أثناء عمله في الشركة بمرض بدأت أعراضه تظهر فيه من خلال عراف، تأكد من خلال التحاليل التي أجريت على الفحص في مصالح بفرنسا انها أعراض سلطان في الرأس ناتج عن إستنشاق مواد سامة.

محمدفال الذي زار مصحات خاصة بسنغال بغرض العلاج، وأخرى في تونس، عاد منها قبل فترة قصيرة يائس من  بعد أن صرف مالديه وما عند ذويه من مال في العلاج بالخارج، وقد فقد الأمل في الشفاء.

وبالإضافة إلى ما يعانيه محمد فال يعيش مولود- في الخامس والأربعين من العمر،يعيل أسرة كبيرة،انقطع رزقها مع انقطاعه عن العمل- ظروفا مشابهة، حيث أصيب هو الآخر بمرض عضال تكشف من خلال التحاليل التي أجريت عليه أنه نواة سرطان، وقد قاده العلاج إلى مجموعة من البلدان من ضمنها تونس التي بترت يده لاجتثاث الداء، ولم يفلح ذلك العلاج في استئصال الداء الذي يعاني المسكين منه،وينتظر أجله من حين لآخر سقيم على فراشه.

حالات خطيرة تكشف عن سر وفايات كثيرة كتب عنها أحد المدونين،في تدونة يقول فيها:

"هل بإمكان عقو لنا أن تصدق أن خمس مائة مواطن موريتاني قضوا نحبهم في منطقة الشمال في السنوات الأخيرة نتيجة الإشعاعات التي تنتجها شركات التعدين..."

هذا فضلا عما يؤكده خبراء في البيئة عن خطورة تأثير المواد الكيميائية مثل السينانيد، والأسبنتوس، والتي تتحول إلى نفايات جراء عملية التعدين،وتدفنها الشركة في المنطقة فتختلط بالمياه الجارية من الأمطار..كما يعد الغبار المشبع بألياف مادة الاسبيتوس، أو "لميانيت"من أخطر المواد التي تتسبب في سرطان الرئة. كما يسبب تسرب الفضلات المنجمية إلى البحيرات الجوفية حيث لم تعمل الشركة على حاجز يمنع النفايات السامة بالتسرب إلى المياه الجوفية..كما يحذر الباحثون من خطر برك المياه المشبعة بالنفيات السامة التي ترميها شركة تازيازت والتي تؤدي إلى نفوق الحيوانآت التي تشرب من هذه البرك.

ويؤكد الكثير من الخبراء الذين أجروا دراسات متعددة حول تأثير المواد التي تستعملها شركات التعدين وخاصة الشركة في تازيازت المخاطر الجمة التي يواجهها سكان المنطقة بسبب تلوث البحيرات الجوفية في المنطقة، و الإشعاعات التي تنتشر على السطح الناتجة عن التعدين، والتي كثيرا ما تكون وراء أمراض وبائية..