مدينة أبي تيلميت..تعيش بين المجد والتهميش ..

أربعاء, 08/12/2020 - 12:37

الحوادث - أبي تيلميت إحدى المقاطعات النابضة بالحياة في ولاية الترارزة، تعد ملتقى  لموقعها في وسط الطريق  للقادم من شرق وجنوب شرق البلاد،بشموخها العريق، وحياة البداوة الموسوم ببعض مناقب المدنية .

يعود بداية نشأة المدينة إلى أحد الأولياء الصالحين والعلماء الذين أسسوا مجدا تليدا يتردد صداه حتى اليوم، وهو العالم الجليل سيدي المختار الهيبة . وتوالى الأبناء في تعميق  أسسها بالعلم والصلاح الرباني الذي توارثوه حتى اليوم.

وقد حمل  حفيد المؤسس الهيبة باب ولد الشيخ سيدي  جزءا كبيرا من الحفاظ على المدينة التي اتسعت وتوطد نسيجها بفضل الجهود التي بذلها لتظل شامخة عبر مر التاريخ.

وتوجد في المدينة بقايا آثار شاهدة على تاريخ وجود المستعمر الفرنسي، من خلال حطام الأبنية التي كان يسكنها، والإدارات التي كان يدير منها أعماله، وينشر نفوذه في البلاد حتى غادر مكرها.

ورغم أن بعض هذه الرسوم ذاب وتلاشى مع الزمن،بسبب عدم اهتمام الإدارة الموريتانية به، فما يزال النزر اليسير  قائما شاهدا على تاريخ "انصار" كما يقول بعض السكان مثل بناية مصلحة  الرصد الجوي، والثانوية.. وبعض المباني التي رممت على نسق موريتاني . 

تعيش المدينة رغم موقعها الاستراتيجي حالة من الركود الاقتصادي  بسبب اعتماد السكان على التنمية الرعوية، والتجارية وعدم الاهتمام بجانب الزراعة  الذي يتذرع السكان بأنه ناتج عن عدم اهتمام الدولة بتشجيعهم على ممارسة الزراعة وتوفير ما تحتاجه من ماء وآلية وإرشاد، فالمصالح الإدارية المكلفة الرعي والزراعة مشلولة.

كما شكل تحويل الشارع الذي كان يشق المدينة إلى خارجها ضعفا في حركة التجارة وحيوية حركة التبادل بين الولايات المحيطة بها والذي كان مرور الشارع من صدر المدينة عاملا مساعدا  في تعزيز حركة التجارة  بينهم.

ومن ضمن المشاريع التي ساعدت في الرفع من مستوى المدينة مشروع مستشفى حمد الذي يعد من أهم المشاريع الصحية التي لها دور في التمريض بالمقاطعة، والثانوية القطرية التي  شكلت هي الأخرى حاضنة تعليمية ببنايتها العملاقة.. وكانت الهيئة القطرية على نية  الاستثمار في بناء مشاريع أخرى تساهم في تحرير وجه المدينة من عتاقتها، لكن عقبة النهب والفساد الذي واكب مشروع المستشفى وبعض المشاريع الأخرى ثبط من عزيمة الهيئة وشل من عملها التنموي في المدينة.

وقد ساهم بناء الإدارة المتمثل في المقاطعة في طرف شرق المدينة على مرتفع نابي  في  تأسيس صورة وجود لها يحتاج إلى  تفعيل حركة الإدارة بالرقابة وتنشيط المدينة.. كما يمثل مبنى مفوضية الشرطة في قلب المدينة على وجود الأمن.. رغم أن رئيس المفوضية يقضي جل وقته في العاصمة.

ولا يؤدي المركز الصحي القديم الدور المنوط به بالمعالجة، بسبب الكسل الذي ينتاب الإدارة التي تجد أن مستشفى حمد بالمدينة كفيل بعمل الصحة.

أبي تيلميت رغم أنها مدينة  المؤسس للجمهوري الموريتانية المختار ولد داداه..وحاضنة معهد ابناء الشيوخ الذي تخرج منه جهابذة الأطر الذين أسسوا لبناء الدولة الوطنية وقادوها نحو الافضل .. تعيش بين المجد والتهميش..