تناقضات المشهد السياسي.. وتباين الخلاف بين النظام والمعارضة؟

خميس, 11/05/2015 - 13:36

الحوادث - نواكشوط- يتعذر على أي متابع للمشهد السياسي أن يدرك كنه ما تتجه إليه الفرقاء في الميدان إلذي يضم الكثير من  الأطراف  التي يريد كل منها أن يستأثر بنصيب الأسد من كعكعة الحوار المنتظر .

فالمعارضة في المنتدى مصممة على  عدم المشاركة  ما لم تحصل على ضمانات تؤكد لها شفافية الانتخابات في المستقبل وحيادية الإدارة التي تسيطر على المفاصل المهمة في الدولة .. في الوقت الذي تعمل أطراف في الأغلبية على التقليل من شأن المنتدى  و تقزيمه  في أشخاص يلهثون وراء مصالح شخصية ويلوذون لتحقيقها خلف شخص أحمد ولد داداه ولي ذراع النظام .

فيما يظهر الحزب الحاكم في شخص رئيسه بخرجات إعلامية وهو واثق كل الثقة من الحزب وشعبيته التي حصل عليها من خلال سياسة  الرئيس ولد عبد العزيز الاقتصادية والاجتماعية التي حققت مكاسب جمة  عجز عن تحقيقها غيره من الذين سبقوه في التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية  وامتصاص البطالة  وتشييد شبكات الطرق والماء والكهرباء حسب زعمه.

غير عابئ بالفشل الذي مني به الحزب حسب زعم المعارضة في الجولة الأولى من  الحوار والتي انفق فيها الكثير من الأموال واستعمل كل وسائل الضغط والترهيب ولإغراء لجمعه حتى  لا ينحسر الستار عن الفشل الذي مني به حيث لم ينجح في إقناع الأطراف في المعارضة  بالمشاركة ، هذا فضلا عن الحضور السحي الذي شاركت به الأحزاب المحاورة  والذي يؤكده طلب ممثلها رئيس حزب الوئام الوطني بيجل ولد هميت بتأجيل الحوار حتى يتأتي للجميع المشاركة .

ويؤكد المتتبعون للشأن السياسي أن قيادة الحزب الحاكم مرتبكة وهشة أمام تصميم المعارضة في المنتدى على المقاطعة والدعوات المطالبة بين الحين والآخر والمتمثلة في حركات مناهضة لحكم عزيز والمنظمات الحقوقية  التي تتهم الطبقة المتنفذة بالاستئثار بمقدرات الاقتصاد ومحاولتها سحق الطبقات الفقيرة تحت عجلات الفقر والفساد .

والآن تدخل على الخط وجوه قديمة جديدة في الميدان ، وتحال خلق وجود لها في المشهد  حيث التقى نقيب المحامين ولد حندي  وفريقه برئيس الوزراء  حول موضوع تذليل الصعاب ومسح المطبات  التي تحول دون مشاركة المنتدى في الحوار المرتقب .

وفي خضم هذه الحالة التي يشوبها الكثير من الضباب وعدم وضوح الرأية تعيش العاصمة حالة من الغياب الأمني والضياع  يصاحب هذه الحالة ظهور إنفاق كبير في العمران تحولت بفضله الأحياء في العاصمة إلى ورشات بناء منشآت في امواقع الاستراتيجية وزوايا محاذية للسوق من قبل سماسرة يعملون لنافذين من حاشية  الرئيس وزوجته .

في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى المدينة الاقتصادية التي بدأت فيها منذ أسابيع حركة بناء وتشييد واسعة النطاق لتغيير وجهها لاستقبال الاحتفالات  المخلدة لعيد الجيش والاستقلال الوطني المقرر تخليدها في الولاية  .

السؤال الذي يطرح نفسه ، ويحتاج إلى جواب ..ما لهدف من وراء الاحتفال بهاتين المناسبتين في انواذيبو..؟، وماذا يريد النظام من رفض مطالب المعارضة في المنتدى للدخول في الحوار ؟.وهل نحن فعلا أمام نظام يشجع البرجوازية والطبقية الارستقراطية على حساب العدالة والمساواة؟.