كم أفتقدك يا أبي ؟

أحد, 01/15/2017 - 11:42

ذات عيد فطر منذ اثنتي عشرة سنة كنت أجلس مع حبيبة الروح أمي حفظها الله ..إذ أطل علينا أبي تلك الطلة البهية بفضفاضة زرقاء وقميص أبيض وقف عند باب الغرفة ونظر إلي وابتسم ثم قال "حولي ب اعشاك" عبارة اعتدتها منه في الأعياد تعبيرا منه أني أبدو جميلة بثياب العيد لم يكن يهتم للعادات والتقاليد التي تمنعه من أن يداعبني وأنا الأنثى الكبرى عنده ..
تقدمت نحوه وقبلت رأسه ويديه ثم وضعت رأسي على صدره كنت أحس بالأمان والدفء والحنان وأنا أعانقه ..كان آخر عيد يبتسم لي فيه أبي لو كنت أعلم لأطلت العناق ولقبلت يديه ورأسه أكثر وأكثر..كل شيء كنت أتوقعه عدا أن يكون ذاك الفطر هو آخر عيد يجمعني بأبي ..كنت أحبه لدرجة أني لم أفكر يوما أنه سيموت ..افتقدت الكثير من الأشياء بعده ..افتقدت ( اعويطيفة ينصرك وهاي عدليلي ذ ) افتقدت "حولي ب اعشاك" اتعلم يا أبي لم يقلها لي أحد بعدك لم أعد أشعر بطعم العيد بعدك كنت تضفي عليه نكهتك الخاصة ..هناك الكثير من الأشياء أود إخبارك بها ربما قريبا سأجلس عند رأسك سأقول لك " ابب ذي ان اعويطيفة " أعلم أنك ستفرح بي لكني سأبكي ..سأبكي لأني لا أستطيع تقبيل رأسك..سأبكي لأني لا أستطيع أن أضع رأسي على صدرك..سأبكي لأن الدموع تمنعي من رؤية شاشة الهاتف الآن ..سأبكي لأنك مذ فارقتني ولم يمض يوم إلا وبكيتك فيه ..حياتي أصبحت ناقصة بعدك ..نعم لم أمت كما كنت أتوقع أن يحدث لي حين أخبروني بوفاتك..لكني أعيش حياة ينقصها طعم وجودك ..تنقصها ابتسامتك ..ينقصها صوتك بيننا..لم أستطع أن أنساك ..لقد أخبرتني إحداهن يوما أني سأنساك حينما أرزق بولد ..لا أعرف لست متأكدة لكني لا أريد ولدا ينسيني فيك بل أريد ولدا يذكرني بك أكثر وأكثر ..أريد ولدا يشبهك خلقا وخلقا حتما سأحبه أكثر من بقية إخوته فهو ابن بنكهة أب ..
أحبك أبي وسأظل ..نم قرير العين يا حبيبي..
اللهم ارحم أبي واغفر له واعف وتجاوز عنه اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعل قبره حفرة من حفر النار اللهم واجمعنا به في أعلى عليين بعد طول عمر وصلاح عمل مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

منقول من صفحة عواطف