خداع من اجل الوفاء

جمعة, 05/19/2017 - 14:28

 

الجزء الثاني(القصة كما كتبتها مؤلفتها)...جميع الأطباء التقليديين للقريه لم يستطيعوا كشف سر مرض مولاي الذي ستكشفه حكيمة البلده العجوز خديجه التي اكدت انه بسبب تعلقه الكبير بعيش وكتمانه للموضوع مخافة ان يظن بنيته سوءا.....اصبحت خديجه بعد اطمئنانها على مولاي من حين لٱخر تلاطفه في كل مرة وتلوح له عن ظنها عزم ابراهيم تزويجه من عيش بعد ثقته الكبيرة به.....كانت تلك الأحاديث تبعث الأمل المفقود لدى مولاي مما ساعد في شفائه واستعادة صحته شيئا فشيئا. وهاهو اصبح يداوم للعمل من جديد....ذات يوم وبعد تمعن في حالة مولاي النفسيه وتدبر في اخلاقه العاليه وضع ابراهيم يده على كتف مولاي قائلا: اعجابي بك يامولاي يزداد يوما بعد يوم فطالما اثبت لي كم انت شهم ومهذب فأنا سأكون سعيدا بأن تتزوج ابنتي.....مولاي كان في حالة من السعادة لم يشعر بها منذ سنين بل كانت تخامره مخاوف من ان يكون في حلم جميل قد ينتهي في اي لحظة......اعرب لسيده ومضيفه عن امتنانه الكبير له وعن تعهده له بأن تكون ابنته اسعد سيدة في العالم. وبذالك الحوار تمت الخطبه واعلن عن موعد الزواج قريبا.....مولاي وبفضل نشاطه واخلاصه الكبير في العمل تحسن المحل وزادت نسبة ارباحه واصبح يمتلك منه نسبة عاليه .....تم الزواج في حفل بهيج حضره جميع سكان السديريه الذين كانوا يحسدون مولاي الدخيل عليهم على زواجه "بمنت فال" الذي كان حلما يراود معظم شباب السديريه...... في احدى الليالي الهادئه جلس مولاي وعيش يتسامران تحت ضوء القمر الجميل يتذكر كل واحد منهم ذكريات الطفولة البريئه وما رافقها من مواقف مضحكة من الحياة...تعرفين ياعيش لقد اشتقت كثيرا لأمي واختي وحتى انني اشتقت ايضا لأبي رغم الخلافات التي بيننا والتي جعلتني امضي معظم ايامي رفقه اصدقائي....عيش: الأمر بسيط اعرض الموضوع على ابي ولا اظنه يرد طلبك....تتابع عيش ببتسامة وارتياح..تأتي انت الى اهلك بعد فراق طويل وبالنسبة لي فالسفر الى العاصمه حلما لم اتصور يوما انني قد احققه... بعد ايام صارح مولاي صهره عن رغبته في الرجوع الى اهله رفقة زوجته...كان ذاك قاسيا على ابراهيم فال الذي بعد صمت وتفكير طويل في الأمر وافق على مطلب مولاي...... بعد سفر شاق وطويل وصل الزوجان الى العاصمه. وفي منزل اهل سيد اعل في لكصر احتضن مولاي عائلته بعد فراق طويل.....العائلة بكل افراذها كانوا ينظرون الى ابنهم وكم هو متغير...اما عيش فكانت مصدر وشوشة وهمسات من طرف النسوة اللواتي رحبنا بها ببتسامة تخفي ورائها الكثير من الإزدراء. فقد كانت رغم جمالها بدوية بمتياز.....مولاي كان سعيدا بلقاء والده بعد ان اهمله كل تلك السنين بسبب طيشه وهاهو الآن يستلم ادارة عمل والده بعد ان بلغ من الكبر عتيا.....فرحة مولاي بحتضان والده لم تدم طويلا فما ان اكتمل شهرا على وجوده في انواكشوط حتى وافاه الأجل المحتوم......بعد فترة من تلك الصدمة القاسيه استقل مولاي مع زوجته عن العائله في منزل اشتراه مؤخرا في تفرغ زينه.....لم تمض اشهر حتى اصبح اسم ابن رجل الأعمال المعروف في انواكشوط تضاهي سمعة ابيه الذي يعد من اغنى تجار المدينه....عيش اصبحت مع الأيام تشعر بضرورة اللحاق بجيل" البطارين" بعد ان عانت من السخرية من طرف كل معارف مولاي وحتى من طرف مولاي نفسه ولو بطريقة غير مباشره.فكثيرا ما كانت ترى في وجه انزعاجه من تصرفاتها البدوية امام اصدقائه الذين في كثير من الأحيان يأتون رفقة زوجاتهم "المترقيات".....عيش تغيرت كثيرا من اجل المجتمع فهي تحاول بكل وسعها ان تواكب الموضة مع تطورها...... في احد الأيام كان مولاي منكبا على عمله في المكتب...دق الباب احد الحرس ثم دخل....مولاي هنالك يريد مقابلتكم ...من يكون؟.. ياسيد كنت احسبه مجنون ولم اهتم لأمره ولكن الرجل اصر علي مقابلتك ويدعي انه صهرك.....نهض مولاي مسرعا ونظر من النافذة الى الخارج فكانت المفاجأه.....