مجلس على مقاس أبناء طبقة الأغنياء والمتنفذين!!

سبت, 10/14/2017 - 12:37

 

الشباب طاقة حية ومن غير الاعتماد على هذه الطاقة لا يمكن لأي بناء أن يكون .. فدور الشباب لا يمكن لاستغناء عنه  في أي عمل يراد له النجاح . وقد كان  توجه الرئيس نحو الاعتماد في بناء الوطن، وترسيخ الجمهورية الثالثة نحو الشباب صائبا.. وينم عن إدراك ووعي لأهمية الطاقة الشبابية في البناء.. فكانت فكرة إنشاءه مجلس للشباب، وإشراك الشباب في العملية التنموية من خلال دمج العاطلين من حملة الشهادات في الحياة النشطة الزراعة والتنمية الحيوانية سابقة تحسب له.. وقد خلق تجسيد هذه المفكرة على أرض الواقع حركة في مجال الزراعة إنتاج الأرز المحلي الذي كانت زراعته ضعيفة بسبب عزوف المسهلكين عنه.

 فمع دمج الشباب في العمل زادت وتيرة إنتاج زراعة الأرز الموريتاني وارتفعت نسبة المستهلكين له إلى درجة جعلت المستثمرين من التجار يشترون عقد الاتفاق من الدولة التي كانت تتكلف معالجته وتسويق المحاصيل.

إن التوجه نحو الشباب وإشراكه في العملية التنموية والسياسية تبين من خلال جميع الدراسات التي أجريت حول دور الشباب أنه الضمان الوحيد لازدهار أي بلد يتطلع أن يصنع مستقبل مشرق على قواعد اقتصادية  ثابتة.

لكن  هذا التوجه  الذي هو اليوم أحد المرتكزات التي تعتمد عليها الدولة في مشروع بناء موريتانيا الجديدة، كان يجيب أن لا يَقتصر أو يَستهدف طبقة أو شريحة معينة من الشباب .. إنما ينبغي أن تطبعه الشفافية و يشمل جميع الشباب من جميع مستوياته الفكرية والاجتماعية، حتى يرى كل  شاب أنه ممثل فيه غير مغبون ولا مهمش.. وحتى يتسنى لجميع الشباب المشاركة، ويتأكد من سلامة نية توجه الدولة نحو إشراك الشباب وخلوها من اعتبارات  التمايز الطبقي المادي والاجتماعي.

فهاجس الطبقية وعمل البعض على ترسيخها هو المجهول الذي يهدد الدولة ويشتت فكر الشباب المصاب بالإحباط من التهميش والغبن والظلم الذي يحسه حتى في نظرات بعضه للبعض.

وهذه النظرة المَقيتة هي التي تلهب شريحة الشباب الذي ولد وترعرع بين أحياء الفقر والفاقة وحرم التعليم وتوجه للصنع والأعمال الحرة ليؤمن لنفسه وأسرته لقمة العيش.. ومما زاد هذه الشريحة حيرة وارتباكا تهميشها وإبعادها من المشاركة والتمثل في المجلس الوطني للشباب.. الأمر الذي خلق هوة شاسعة بين المجلس الأعلى للشباب والقاعدة التي كان على المؤسسين الانطلاق منها... هذه المساحة تركت سؤال لدى له وقع وصدى ينم عن أن الدولة لم تراعي الاعتبارات التي خلقتها الظروف..وإنما شكلت مجلسا على مقاس أبناء طبقة الأغنياء والمتنفذين فقط.