من أيام مركز التكوين٠٠ عواطف الغزالي

أربعاء, 03/14/2018 - 17:22

ذات أربعاء حين كنت أَدْرس في مركز التكوين للطفولة الصغرى لم يحضر أستاذ المادة الذي كان متوقعا أن يحضر الثامنة صباحا وأخبرونا أيضا أن حصة العاشرة سيتغيب أستاذها لذا يتوجب علينا انتظار الثانية عشرة زوالا حيث حصة علم النفس التي نعتبرها من أكثر الحصص مللا فأستاذها ضعيف الشخصية سريع الإرتباك فبمجرد طرح سؤالين فأكثر يبدأ العرق يتصبب من جبينه ولا تصرف أمامه سوى الطرد..
كانت الإدارة قاسية وتتوعدنا بالطرد إن تخلفنا عن أية حصة لذا وبما أن أمامنا ثلاث ساعات من الانتظار قررت وبعض زميلاتي الذهاب إلى سوق العاصمة حيث كان قريبا منا ..كنا أربع فتيات توجهنا نحو السوق دخلنا عدة محلات لمعرفة ٱخر صيحات الموضة ضحكنا كثيرا ومرحنا اشترينا بعض الفواكه والمشروبات قضينا ساعتين ونصف تقريبا نخرج من محل وندخل ٱخر إلى أن اقتربت الثانية عشر قررنا العودة إلى المركز تقدمت الفتيات أمامي وقطعن الطريق قبلي فأبصرت ورقة خضراء مرمية على الطريق فوقعت في حبها وكانت المرة الأولى التي أؤمن فيها بالحب من أول نظرة انحنيت وأمسكت بالورقة كانت ورقة من فئة 500 أوقية لم أصدق عينيَّ شعرت بسعادة لاتوصف كدت أطير فرحا فالمبلغ كبير في نظر فتاة لاتزال تأخذ مصروفها من عند أمها قررت أن أخبر زميلاتي( لا اشقيتني)  فقلت بصوت مرتفع قليلا( الطافلات ان اجبرت 500) التفتن نحوي بدهشة وقلن بصوت واحد ( ماهي حگ ) حينها قمت برفع يدي فرفرت الورقة شامخة الرأس ثم تقدمت نحوهن حيث كانت المسافة التي تفصلني عنهن ثلاثة أمتار تقريبا وحين وصلت إليهن قالت العالية (عندي ان متين نخلطوها اعليها ونشرو الكبده) رددت عليها قائلة ( ٱن ماني رافة اعل الكبدة) نظرت إلي نظرة المحتقر وقالت ( أثرن امسولاتك) وأخذت الورقة من يدي فلم يكن أمامي سوى أن أفطح رأسي وقلت ( ان گاع امصدگتها اعليكم) أجبنني بصوت واحد ( شي يعنيك) ..
توجهنا مباشرة إلى صاحب الكبدة قمنا بشراء قيمة 700 اوقية وجلسنا كانت الفتيات يأكلن باستمتاع كنت أنظر إليهن دون أن أنبس بكلمة وهن يضحكن ويناكفنني بقولهن ( صدي لا اتسلِّين) وعندما لم يبق سوى قطعة يتيمة من "الذروة" قلت لهن (أعطوني سم عينيَّ) فقامت منت سيبويه بقسمة القطعة قسمة ضيزى وأعطتني النصف الأصغر جعلته في فمي ووقفت فجاءتني فكرة شيطانية اتلفت إليهن وقلت( الطافلات نحناتي اليوم ريلاكس وهاو انجنو أستاذ علم النفس بالأسئلة كلنا يالل اتگول عن عندها ايشير عندو مشكلة نفسية معينة ولاتعرف كيف تتعامل امعاه وطبعا يالل نختلفو في نوعية المشاكل ) كانت الفكرة مناسبة تشابكنا الأيادي وتوجهنا إلى المركز قررنا ألا نجلس على نفس المقعد حتى لا نلفت الإنتباه جلسنا متفرقات وحين دخل الأستاذ تبادلنا النظرات وغمزت كل منا للأخرى بعينها بدأ الأستاذ بأخذ الغياب ومن ثم قام بطرح أسئلته المعهودة ماهو علم النفس النمائي؟ ...الخ 
تمت الإجابة على أسئلته من طرف بقية فتيات القسم ثم شرع في الدرس الجديد فقامت فاطمة كللي صو برفع يدها تطلب الإذن بسؤال فأذن لها وحين انتهت جاء دوري أذكر أني قلتُ (أستاذ ٱن عندي اطفيل عدواني ما اعرفت شنعدل امعاه)  انفجرت العالية ضاحكة فقد كانت "من أهل موطس" نظرت إليها نظرة عتاب كمن يريدها أن تتوقف عن موجة الضحك أما منت سيبويه فكانت تلقي بكلمات عابرة لكنها مضحكة فهي بطبيعتها "مشعورة" تصبب العرق من الأستاذ وارتبك فهو أمام وابل من الأسئلة لا قبل له بالإجابة عليه في الأخير قال (تسكتن وإلا فإن مصيركن الطرد) فما كان مني إلا أن رفعت يدي أطلب الإذن بالكلام وحين أذن لي قلت( أستاذ أنتوم طبعا ما ايگد حد يتدخل فصلاحياتكم يغير حد اطرح سؤال في الموضوع ماني شاكه عنو يالتو ينطرد المفروض اتشجعون على طرح استشكالاتنا) قالت منت سيبويه ( خيك) فازدادت العالية ضحكا أما الأستاذ فنظر إليَّ نظرة مفادها ( أنتِ ذي ألا يعطيك گصران العمر) أخفضت بصري وقلت بيني وبين نفسي ( الله لا ايساجبلك) مرت تلك الحصة بسلام وكانت من أقل الحصص مللا.