لنْ ننسى ... والتاريخ لنْ ينسى ... والحقّ لنْ ينسى....

جمعة, 04/20/2018 - 17:43

لنكنْ صريحين : الدفاع عن الجرائم ليسَ رأياً أْوْ وجهة نظر. الدفاع عن الجرائم جريمة وتواطؤ مع الجريمة. والدفاع عن جرائم الأنظمة (الجرائم الإنسانية والاقتصادية إلخ) هو بداهة تواطؤ إجرامي أعظم.
والذين يقولون إنهم لم يكونوا على اطلاعٍ على مجازر نظام ولد الطائع قدْ يكون جهلهم قابلا للنقاش أمّا إنكارهم فجريمة.
لا أعرف لمَ يبذل البعضُ جهداً كبيرا في نفي أي علاقة عضوية له بالأنظمة ثم يَبدو وكأنه المعني حين تُــذْكر جرائمها.
منْ يدّعي أنّه لم يكنْ يعرف فعليه بحسب منطوق ادّعائه أنْ يسكت عمّا لا يعرف. أوْ فليبحثْ ... فليبحثْ فعْلا.
مرّة أخرى لنكنْ صريحين : هذه قضية دماء لا حصر لها أريقتْ وأجسادٍ وأنفسِ كريمة عُذّبتْ وإنسانية انتهكتْ. هذه قضية لا تقبل المجاملة.

ـ2ـ
الجرائم التي يرتكب نظام ما هي مسؤوليته. ومسؤولية أصحاب الضمائر الحية هي إدانتها والمطالبة بمحاكمة المسؤولين عنها وإحقاق الحق. الحديث عن النعرات لا معنى له إلا لمن يعتبر أنّ فئة من الشعب مسؤولة أكثر من غيرها من الفئات عن جرائم نظام ولد الطائع. وهذا ما يلزم الوقوف في وجهه لأن النظام هو وحده المسؤول عن جرائمه. كل نظام يخدمه أنْ يعتبره الناس ممثلا لفئة أو شريحة اجتماعية حتى تشعر هذه الفئة بالتضامن معه.

ـ3ـ
سواء اتفقنا أنّ الاستهداف بالنسبة لجرائم نظام ولد الطائع اتّبع معيارا عرقيا أو شرائحيا أو جهويا أو قبليا أو أنّه لم يتبعها فإنّ حديثنا هنا هو عن جرائم وحشية ارتكبها نظام. ,أكبر خدمة له هو أن تسكت عن هذه الجرائم أو تدعو إلى نسيانها أو إلى إنكارها أو تعتبر أنّها ليستْ مسؤوليته وإنّما مسؤولية شريحة أو فئة بكاملها وأنها قضية نعرات. بعض معارضيه كبعض مؤيديه يخدمونه أكبر خدمة حين يميعون مسؤوليته ويمنحونه صفة ممثل فئة أو شريحة. كل الأنظمة القمعية تسعى إلى ذلك لتمييع مسؤولياتها ولتجد شريحة تتوهم أنّ عليها أن تشعر بتضامن عضوي معها حتى في ارتكاب الجرائم. النظام مسؤول عن نفسه وكل المواطنين ضحية بنسب طبعاً متفاوتة.