حبيبة.. وأحلام الشعوذة.. الحلقة الثالثة

ثلاثاء, 08/07/2018 - 13:36

 

...آخر مرة زارت حبيبة فيها المشعوذ بسوق العيادة المجمعة" اكلينك" قدم لها لفافات من وصفة جديدة لقهر الرجل الثري.. بعضها يخلط في الماء ويرش بها المكان الذي يجلس فيه.. وبعضها يخلط مع الشراب الذي يشربه.. وبعضها يخلط في قنينة عطر ترش به علي ملابسها عند استقباله.. وبعد استعمال حبيبة للوصفة لامست تجاوبا، حيث صار الرجل الثري  لا يفتر عنها يزورها في كل حين، وعند الحاجة تضرب عليه اتصالا فيحضر في الحين.

 ووافق على صرف مبلغ كبير لها، كما وافق على فتح محل لتجارة أغراض النساء لها في أحد الأسواق المشهورة للنساء بتمويل كبير، ونظم لها أماسي رائعة دعت لها فنانين كبار، وجمع غفير من الصديقات من سكان الأحياء الراقية، وكشف للجميع في المناسبات التي كان يصرف فيها مبالغ كبيرة عن علاقته بها وعزمه على الزواج منها.

وتوثقت علاقة حبيبة بالمشعوذ أكثر، حتى أنه طلب منها أن يزور المنزل ليقوم بعمل فيه سيجعل المسكين يستقر معها أكثر، ويسارع بالزواج منها، وتطليق زوجته والدته أبنائه.. وفتحت حبيبة له الباب على مصراعيه وكثرت زياراته حتى أن الجمهور الذي يزور المنزل في المناسبات التي تدعو لها حبيبة للإشهار وعرض تجارتها استغرب من وجود- المشعوذ- في المنزل رغم منظره المقيت.

وجدت حبيبة من الرجل ما لم تراه امرأة غيرها، حيث عقد لها علاقات واسعة بأشخاص في الخارج صارت تزورهم بين الحين والآخر في سفرياتها لجلب التجارة لمتجرها الذي صار وجهة نساء أغلب ساكنات الأحياء الغنية، لما تجلبه- حبيبة- من قماش وفساتين ذات مركات عالمية.. وتوسعت التجارة على يد حبيبة وفتحت حمامات في مناطق متفرقة من العاصمة فيها معارض لتجارتها، وتحولت نحو وكالات بيع القطع الأرضية..  واستثمرت في شراء العمارات والقطع الأرضية.. وفتح لها ذلك الباب في التعامل مع خلقا آخر تعرفت فيه على شخصيات أكثر ثراءا من عشيقها الذي صار ملازما لها في أكثر وقته، في المنزل ويلهث وراءها في محلاتها، وهي غير عابئة بطلباته وما يغريها به من تنازل عن جميع ثروته، وفي لحظة.. وبينما هما في المنزل وضعت حبيبة حدا للمسكين الذي عاش أيامه من أجلها، وصرف كل أمواله لسعادتها، وإخراجها من بوتقة فقر مدقع كانت تعيش فيه بين أسرتها في حي شعب"الكزرة"... يتواصل