سكان الترحيل.. معانات تتجدد مع كل نظام

سبت, 09/26/2020 - 11:29

الحوادث- يعيش السكان المرحلين من جراء الإصلاح العمراني إلى المناطق النائية في أطراف المقاطعات توجونين والرياض ودار النعيم ، من مشاكل جمة، منها البعد عن قلب العاصمة،والبطالة..والصراع من أجل لقمة العيش.. ووصفة الدواء  .

محمد سيدي مواطن يعيل أسرة من ستة أفراد بينهم والدته الضريرة من شلل نصفي، وزوجته التي تعاني من مرض القلب المزمن، وأولاده الذين ما يزالون في عمر الزهور، حصل على قطعة أرض  قبل سنوات ، حيث تم ترحيله من حي عشوائي في عرفات، إلى منطقة نائية في طرف مقاطعة الرياض شرقا، ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني مرارة مشقة التنقل بوالدته وزوجته بين منطقة سكنه النائية ومستشفي الأعصاب والقلب، وزاد ت المرارة المشقة رحيل مستشفى القلب إلى طرف بعيد من تفرغ زينه.

لا ينكر محمد سيدي  على الدولة  أنها عملت على تذليل بعض الصعاب المهمة، والتي كانت تشكل حجر الزاوية لسكان أحياء الترحيل، بتوفير الماء والكهرباء، وتقريب المسافة بتعبيد بعض الطرق، لكن الظروف المعيشية التي يعيشها السكان تزداد تعقيدا بسبب البطالة المنتشرة، وهيمنة اليد الأجنبية على  السوق والأعمال الحرفية التي كانت مصدر رزق ، خاصة بعد انتشار الصينيون وإغراق السوق بالآلات والمعدات التي قلصت من العمل اليدوي للبن، والبناء،واعتماد التجار على العمالة الأجنبية.

يعيش محمد سيدي الذي تجاوز الخمسين من العمر على كسب رزقه من عمل الحمل في الميناء المستقل،رغم أن دخل  المهنة التي ورثها عن والده لم تعد مهنة للكسب مع وجود الآليات الحديث التي حلت محل الإنسان، في التفريغ والشحن، بحيث لم يعد أصحاب الشركات بحاجة للحاملة في ظل وجود هذه الآلات التي توفر لهم الوقت والجهد والمال.

ومع ذلك ما يزال يذهب على الميناء المستقل مع سطوع  فجر كل يوم، ويعود مع غروب شمس النهار مرة بيد خاوية، ومرة بما يسد رمق الأسرة التي تحتاج إلى مصاريف كثيرة .. لا تتوقف على الغذاء  فقط...معانات تتجدد مع كل فصل من فصول التحول السياسي الذي يعيشه البلد .. من أن تجفف دموع الجياع ولو بإكسير الخبز الذي يرمى على أبواب منازل المتخومين من الثروة المنهوبة ..