من العراقيل التي تواجه وجود إعلام مميز ومنتج..

جمعة, 05/21/2021 - 16:38

تعتمد المؤسسات الصحفية بشكل كبير، بالإضافة إلى القدرات والمؤهلات المطلوبة للطاقم الصحفي، على الدعم العمومي والمؤسساتي، للمساعدة في القدرة على العمل والإنتاج، دون الارتهان أو الحد من الحرية الإعلامية المكفولة دستوريا، والضرورية لنقل الحدث بشكل دقيق وقراءة الوقائع كما ينبغي، ودون شراء الصوت الإعلامي وبيعه مقابل أي ثمن..

فالدعم العمومي والمؤسساتي للصحافة، من طرف المؤسسات الحكومية أو البنوك وشركات الاتصال أو شركات عمومية أو خصوصية أخرى، ليس رشوة أو منة، بل عادة يكون مستحقا ومبوبا في ميزانيات المؤسسات، ويكون أيضا مقابل خدمات إعلامية، كالإشهارات .. وغيرها..

ومع استحداث ما يسمى، سلطة تنظيم الإشهار، والتي كان من المتوقع أن تسيطر على كثير من مظاهر الخلل في مصادر الدعم للإعلام في كافة المناحي، إلا أن هذه السلطة في ما يبدوا ولدت ميتة أو هي جزء من الحالة الفاسدة أصلا..

ولتقريب الصورة، فقد لاحظت "الحوادث" أن بعض البنوك يوزع مبالغ مالية على مؤسسات صحفية وهمية، ولا وجود لها على الأرض ولا تنتج مادة إعلامية، كما هو الحالة مع الكثير من المؤسسات الأخرى شركات وغيرها، فبعض مدراء أو ملاك هذه المؤسسات يدفع الكثير للصحافة شهريا أو سنويا، كرشوة مقابل تلميع صورة مؤسسته، أو مقابل صيت لا يبلغ مداه !

فالإعلانات أو الاشهارات أو الدعم ينبغي أن يقدم بشكل شفاف للإعلام، وأن يكون تبعا للحضور الفعلي والعملي والإنتاجي للمؤسسة الإعلامية المدعومة، حتى يصل الإعلان أو الإشهار إلى اكبر عدد من القراء أو يبلغ مدى الهدف المنشود منه..

فكيف تدفع مؤسسة إعلانا لموقع أو جريدة وهمية، لن يراه أي مستهدف ..

الأمر ضار بالمؤسسة الحكومية أو التجارية، العمومية أو الخصوصة نفسها .. ومريب أيضا ..

إذا كان رجال الأعمال، يدعمون الأشخاص فليكن باسم الصدقات للجميع، أما إذا كان مقدما كمشاركة في التنمية والإعلام، فينبغي أن يتخذ المعايير المطلوبة والمتوفرة والسهلة كما بيناه..

والأمر مع البنوك، أسوأ منه ما يحدث في شركات كبرى ومؤسسات حكومية، يوزع مديروها مبالغ طائلة على كثير من الصحافة الوهمية، التي لا تقدم مادة خبرية ولا تنتج موضوعا إعلاميا..

هذه ظاهرة فاسدة، وعامل كبير في عرقلة وجود إعلام مميز ومنتج، والجميع يعرفها، فالي متى يتم التصامم عن مفاسد الحقل الصحفي من الصحفيين أنفسهم، ومن النقابات الصحفية وحتى من السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، ومن السلطة التي لم تحدث أي عمل لحد الساعة المسماة بسلطة تنظيم الإشهار ؟

الحوادث