صور الجيش الفرنسي فيديو لمن وصفهم بمرتزقة روس يدفنون جثثا قرب قاعدة غوسي في شمال مالي، التي سلمها الجيش للحكومة المالية الثلاثاء الماضي، وذلك بهدف اتهام جنود فرنسيين بترك مقبرة جماعية وراءهم. كما نشر حساب على فيس بوك صورة مشوشة لجثث مدفونة في الرمال مع تعليق "هذا ما تركه الفرنسيون وراءهم"، وهو حساب قالت عنه هيئة الأركان الفرنسية إنه مزيف.
اطلعت وكالة الأنباء الفرنسية مساء الخميس على فيديو صوره الجيش الفرنسي لما يقول إنه مرتزقة روس يدفنون جثثا قرب قاعدة غوسي في شمال مالي، بهدف اتهام الفرنسيين بترك مقبرة جماعية وراءهم. ويظهر في هذا الفيديو الذي صور بطائرة مسيرة جنودا منشغلين حول جثث يغطونها بالرمال. وقد وصفته هيئة الأركان الفرنسية بأنه "هجوم إعلامي". وأكدت هيئة الأركان أنهم جنود بيض تم التعرف عليهم في مقاطع فيديو وصور التقطت في أماكن أخرى.
ونشرت صور على حساب تويتر لرجل يُدعى ديا ديارا يصف نفسه بأنه "جندي سابق" و"وطني مالي". ونشرت على هذا الحساب صورة مشوشة لجثث مدفونة في الرمال مع تعليق "هذا ما تركه الفرنسيون وراءهم عندما غادروا القاعدة في غوسي (...) لا يمكننا السكوت على ذلك".
وقالت الأركان الفرنسية إن حساب ديا يارا هو حساب مزيف على الأرجح أنشأته مجموعة فاغنر الروسية الخاصة. واضافت أن "هذه المناورة لتشويه سمعة قوة برخان تبدو منسقة. إنها تمثل الهجمات الإعلامية المتعددة التي يتعرض لها العسكريون الفرنسيون منذ أشهر".
وأوضح الجيش الفرنسي أن "مقارنة بين الصور المنشورة على تويتر والصور التي تم جمعها بواسطة جهاز الاستشعار المتخصص، تسمح بالربط بشكل مباشر بين ما يفعله مرتزقة فاغنر وما ينسب خطأ إلى الجنود الفرنسيين". وتابع أن "هذه الممارسات تدل على أساليب العمل التي يتبعها مرتزقة فاغنر وسجلت في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ انتشارهم وندد بها منظمات دولية وأخرى غير حكومية".
وفي إطار انسحابه من مالي الذي أعلن في شباط/فبراير، سلم الجيش الفرنسي القوات المسلحة المالية رسميا الثلاثاء قاعدة غوسي التي كانت تضم 300 جندي فرنسي.
وقررت باريس في شباط/فبراير الانسحاب من مالي في أجواء من تدهور الأمن على خلفية التوتر بين فرنسا والمجلس العسكري الحاكم الذي يتهمه الغربيون باستخدام خدمات مجموعة فاغنر. وتؤكد باماكو من جانبها وجود مدربين روس عاديين.