الحوادث – نواكشوط - يشكل التعليم مرفقا أساسيا للشعوب حيث يلازم التحضر خاصة في زمن التنافس لكسب المعلومات ، فعبر تطور الإنسان كان العلم هو مقياس حضارة الشعوب ووعيها .
وقد كثفت الأنظمة في العالم جهودها لنشر العلم ومحو الجهل والأمية عن شعوبها حتى تمكنها من مسايرة ركب الحضارة والتكنلوجيا التي خلقت من العولمة مصدرا لتثقيف البشر ووضعه على دراية بما يجري من حوله على مدار الساعة .
ونسلط الضوء في هذا التحقيق على وضعية التعليم ببلدنا فقد عرفت الصحراء الموريتانية انتشارا واسعا للمحاضر التي انتشرت بنمطها التقليدي بين أوساط المجتمع الذي كان محصورا بين مواطن المراعي والماء ، قبل أن يفتح عنه على النمط المدني الذي حمل إليه التعليم العصري المتمثل في المدارس التي انتشرت مع دخول الاستعمار ، وبقيت إرثا ينموا مع الزمن إلي يوم الدين .
وقد دأب النظام الذي تولى قيادة البلاد بعد الاستعمار على تطوير على هذا المرفق حتى صار فقرة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في النشر العلم والتعلم فوضع بنية تحتية لمكوناته واستكتب المعلمين والأساتذة والإداريين لتحريك عجلته فكان نواة لما نراه اليوم من انتشار واسع في كل أرجاء البلد.
و مع مرور الزمن شهد المرفق تحولات بنيوية وأخرى إدارية جعلت منه مكونة لها فروع في كل البلاد .
لكن مع نظام ولد الطائع صاحب الطفرة التي شهدها التعليم انتشارا لشبكات من السماسرة تعمل لصالح متنفذين في القصر هيمنت على كل مفاصل هذا المرفق فوجهت مصادره إلى لخدم مصالحهم فحصلوا على صفقات كبيرة لبناء عشرات البنيات أنفقت فيها مبالغ مالية كبيرة ذهبت نسبة كبيرة منها بين السماسرة والمنتفذين .
وانتشر الفساد ليصل مرحلة تزوير الشهادات مقابل رشاوي يحصل عليها السماسرة ويتقاسموها مع المدراء والوزراء والمستشارين في المرفق وتحولت الوزارة إلى وكر للفساد فتضاءلت المستويات بل انخفضت إلى درجة انتشار الجهل بين الحاصلين على الشهادات العالية (المتريز،لسانس) ، والماستر، والدكتوراه).
ومع الانقلاب على ولد الطائع ،واستلام (منت حابه) مرفق التعليم خلقت القرارات التي بدأت بها لإصلاحه أملا لدى الذين فقدوا الأمل في التعليم ، واضطر عشرات بل مئات المسرحين إلى العودة لفصولهم بينهم من كان في الخليج ومن كان في أمريكان وأوروبا ، وشطبت على مئات من المعلمين والأستاذة بين من كان مفرغ ، ومن ترك التعليم بسبب الموت أو الاستقالة مع أن رواتبهم تحال إلى حسابات يسحبها سماسرة ومتنفذين .
لكن أصواتا من داخل هذه الشبكات المفسدة تحركت ونادت وصنعت المستحيل لإزاحة الوزيرة التي قطعت عليهم مصادر الرزق التي كانوا يجنون منها ملايين من الأوقية شهريا ، ورغم أن تحركهم أصابت الهدف بإسقاط الوزيرة . لكن الوزيرة أيضا أصابت مصالحهم في العمق حيث قلصت الكثير من المصادر بمسح شامل قامت به لإعداد المشمولين في وزارتها والذي كشف أن ثلاثة أثلاث منهم مسرح في مهام شخصية .
غياب الوزارة من عامل من عوامل الفساد
لم يحاول أو يفكر من جاء بعد الوزيرة من الوزراء الذين تعاقبوا على المرفق إصلاح الفساد الذي ينخر فيه مع أن النظام جزأه وفرقه إلى وزارتين وزارة للتهذيب ووزارة للتعليم العالي الأمر الذي قلص من الفوائد التي كانت تهدر .
وطلت الوزارة غائبة الأمر الذي خلق فوضى بين الإدارات الجهوية والمنسقيات التابعة لها افكانت المحسوبية والجهوية والهيمنة هم العناوين الكبيرة التي تقف عليها وتعيشها وأنت في أي إدارة من هذه الإدارات .
حتى أن متفتشية الدولة التي تطلع علينا بين الحين والآخر بنتائج حصلت عليها من خلال تفتيش قامت به في إدارة معينة أعفتها من التفتيش حتى لا تكشف عن مدى الفساد الذي ينخرها... تابع