تناول موضوع ندوة من ضمن سلسلة ندوات( متابعة ثقافية وعلمية)التي ينظمها بيت الشعر في نواكشوط،ندوة تحت عنوان "شواهد من إسهام الشناقطة في الرياضيات"؛ واستضاف لها الباحث هارون عبد الفتاح و الأستاذ الدكتور إسحاق ابّات الشيخ أحمد، وذلك مساء يوم الخميس، 19 مايو 2022، في قاعة النشاطات.
بدأت المحاضرة بكلمة للدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر، الذي استهلّ الندوة بتعزية الشعب الإماراتي إثر رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، وخص بالتعزية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وهنأ الشعب الإماراتي على توفيقه في اختيار صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات وحاكما لإمارة أبوظبي راجيا له التوفيق، ولشعب الإمارات المزيد من الرقي والتقدم والاستقرار.
وبيَّن في معرض تقديمه لموضوع الندوة أن الشناقطة لم يكونوا فقط أهل شعر وفقه؛ بل كانوا كذلك مهتمين بمختلف العلوم، وتركوا مؤلفات كثيرة في الرياضيات والفلك والفيزياء والطب والفلسفة والمنطق...
وأوضح أن بيت الشعر مهتم بالثقافه عموما وبكل ما يخدم الثقافة والإنسان، فاتحا الباب واسعا أمام الثقافة بمفهومها الشمولي وليس فقط الشعر والأدب .
ثم أفسح المجال لضيفيْ الندوة، وقد بدأت المداخلات مع الأستاذ الباحث هارون عبد الفتاح، وهو متخصص في الرياضيات وتحديدا في علم الاحتمالات، ويتحدث ثماني لغات عالمية، و هو مؤلف كتاب "شواهد من رياضيات الشناقطة" (مع عصارة تاريخ الرياضيات العربية الإسلامية)، وكتب أخرى في نفس المجال. وقد خصص مداخلته لموضوع "إسهام الشناقطة في العلوم الرياضية"؛ متبعا أسلوب المحاججة بالسؤال والجواب، إذ ركز على إثارة سبعة أسئلة، وجعل عرضه عبارة عن إجابات لهذه الأسئلة؛ بدءً من السؤال الاستهلالي عن مدى وجاهة الحديث عن الرياضيات في بيت الشعر، وأي علاقة تربط الرياضيات بالأدب، وصولا إلى أسئلة عمق الموضوع عن علاقة الشناقطة بالرياضيات معرجا على الحديث عن كتابه "الشواهد"، مستعرضا مشاركات الشناقطة في كل من علوم الجبر والحساب والفلك وهي كلها علوم تدخل في صميم الرياضيات قديما؛ مستشهدا على وجه الخصوص برسالة زين العابدين بن أَشْفَغَ الأمين الدَّيْماني في الجبر، و شرح "نزهة الألباب في علم الحساب" لانبويَ عمر ولد محمد عبد الله المحجوبي الولاتي، و كتاب "شرح روضة الأفكار في علم الليل والنهار" لأبي عبد الله محمد بن المختار بن الأعمش العلوي.
بعد ذلك تناول الكلام الأستاذ الدكتور إسحاق ابّات الشيخ أحمد، الحاصل الى دكتوراه دولة في الرياضيات من جامعة الشيخ آنتا جيوب في السينغال، وأستاذ الرياضيات بجامعة نواكشوط العصرية الذي خصص تعقيبه على التعليق على كتاب "شواهد من رياضيات الشناقطة" مفتتحا حديثه بأن العالم لم يعرف مجتمعا بدويا ذا ثقافة عالمة إلا في الحضارة الشنقيطية، لذلك ليس غريبا أن يبدع هذا المجتمع في علم الرياضيات كما أبدع في علوم أخرى تصنف علوما مدنية.
وشكر المؤلفَ على البحث في هذا الموضوع المفيد والذي يغيب عن أغلب الباحثين في عصرنا الحالي رغم قيمته المعرفية والثقافية الكبيرة.
واستحضر في هذا الصدد علماء الشناقطة المعاصرين في الرياضيات من أمثال يحي حامدون رحمة الله عليه و الخليل المهدي الجيد، ومحمدن أحمدو والفي جاغانا.
أشفعت المداخلتان بنقاش مع الجمهور الحاضر الذي أثار أسئلة وتعليقات وتعقيبات على موضوع الندوة و ما قدمه المحاضران.