الحوادث – نواكشوط - يعقوب شاب في الأربعين من العمر قضى جل عمره بين فصول المدرسة وأروقة الجامعات في نواكشوط والمغرب حتى حصل على شهادات عالية في التسير والاقتصاد .
صرفت والدته كل ما ورثته عن أسرتها وما تركه والده بعد موته من مال ليحصل على ما حصل عليه حتى يرقى في منصب يمكنه من خلاله ان يعيش ويفيد الآخرين .
كان حلم والدة ان ترى ابنها يجتاز الظروف التي عاشها ويصل إلى مرتبة عالية في الدولة من خلال شهاداته وتعليمه العالي فيؤمن مستقبلا لائقا لأسرته ويشارك به في بناء الدولة و محيطه الإجتماعي .
لكن الوالدة رحلت إلى الرفيق الأعلى أيام كان الشاب يناقش رسالة الشهادة التي حلمت الأم بأن تستقبل ولدها وهو يتوج بها مشواره التعليمي .
واسودت في وجه الشاب الدنيا بعد فقد والدته التي كانت مصدر الحيوية والحياة ، ووجد نفسه يصارع معترك الحياة وحيدا يتجول بين الوزارات والإدارات في البحث عن عمل يكسب منه رزقه ويصلح حاله الذي تردى.
وتمضى الأيام والشهور والسنوات علي الشاب في بحث لا نهاية له وأخيرا ينتهي به المطاف أستاذ في إحدى المدارس الحرة لمادة ثانوية لايجيدها ،لكن الظروف أرغمته على العمل فاضطر لطلب المساعدة من أحد زملائه في زمن الدراسة حيث حصل له على التدريس في مدرسة حرة بسعر ضئيل للساعة .
تبددت تلك الأحلام الوردية التي حلم بها ونسجها في خياله وهو يكابد عناء الدرس في الجامعات بالخارج ومطاردة منحة يحصل عليها بعد عناء كثير ، وتبدد في نفسه ذلك الطموح والإستعداد للكفاح من أجل الوطن .
واستسلم لواقع مرير تتقاذ سماسرة مدارس التعليم الحر يتنقل بين مدرسة إلى أخرى ليحصل في آخر الشهر على مبلغ زهيد بالكاد يكفي لقضاء شأنه الخاص.