منذ قليل قرأت لصديقي الأستاذ محمد الأمين الفاظل مقالا متشنجا ( على غير عادته) في سمت وسمات من سماهم بالمعارضين السلبيين....، لن أتوقف عند نقاش المصطلح الذي عرفه الأخ محمد الأمين..، ففي تقديري أن السياسيين منذ عهد كتاب "الأمير" مرورا بمواثيق مونتسيكيو وعقده السياسي..، وصولا لبراغماتية هنري كيسنجر و بريجينسكي " المصبوغة بمفاهيمية ما يسمى بفن الممكن"...، لم ينجحوا في شيئ قدر نجاحهم في تطويع المصطلحات و إعطائها بعدا يقربها بشكل قسري من مفهوم المصلحة العامة للمواطن!...، ( هنا طبعا سأعتبر وفي هذه فقط أن صديقي محمد الأمين أصبح سياسيا بامتياز) يتحدث الأخ محمد الأمين عن عدة نقاط سأتجه مباشرة للرد عليها وفق ترتيبي الخاص: 1- على حد علمي يا صديقي محمد الأمين فإن القانون الداخلي للمنتدى لا يحدد مفهوم الأغلبية و الأقلية كعامل حاسم في القرار، بل يشترط الإجماع..، لذا لا أظن حديثكم هنا عن احترام رأي الأغلبية واردا...، لأن لكل شيئ قواعده المتفق عليها سلفا. 2- هل حقا تعتقد أن غالبية الموريتانيين يدعمون الحوار مع سلطات حكم الرئيس الجنرال ولد عبد العزيز؟؟!...لا أعرف بأي مقياس حددت تلك " الغالبية"..، لكني أدعوك لمراجعة ردود الأفعال المرحبة بقرار المنتدى مقاطعة ما سمي فيما بعد بالأيام التشاورية الممهدة للحوار...، بالتأكيد لاحظت ذلك الثناء الكبير و الإعجاب بقرار المنتدى على الأقل في الفيس بوك..، هذا طبعا إذا لم تكن لاحظت ذلك في وجوه جيراني و جيرانك من المواطنين المقهورين . 3- على ذكر المواطنين المقهورين أمثالي و أمثالك ، تحدثت عن إشارات إيجابية من طرف السلطة الجنرالية الحاكمة و اعتبرتها عاملا ينبغي أن يشجعكم معاشر ( الراغبين في الحوار) على تقديم إشارات إيجابية بدوركم...، و السؤال الأهم هنا هو: هل كانت تلك الإشارات الإيجابية تجاهكم أنتم ؟...أم أنها كانت تجاه الشرائح الواسعة من الشعب التي تعاني يوميا من غياب الأمن، من تردي الخدمات العامة وغيابها بشكل كارثي كانقطاعات الماء و الكهرباء ، من ارتفاع مستمر للأسعار، و تضاؤل لقيمة العملة، و تفش للبطالة، كل ذلك في ظل فساد حقيقي ينخر جسد الدولة و ينتشر خبره في الصحافة العالمية و الوطنية؟؟....هل قامت السلطة الجنرالية الحاكمة مثلا بتخفيض الأسعار كبادرة حسن نية تثبت أنها مستعدة للتغير و التغيير؟...، هل خفضت مثلا الضرائب؟...، هل قررت أن أن تلتزم مثلا بعدم قطع الكهرباء و الماء لأسبوع واحد على الأقل؟...هل؟...هل؟....، إنك يا محمد الأمين تعرف أكثر من غيرك ربما ماذا تعني إشارات إيجابية من السلطة لا تمر عبر تخفيف الحالة المعيشية الصعبة ، لملايين المواطنين الذين تسكن أنت و أنا معهم، و في وسط معاناتهم، و نعاني كما يعانون....، لعلك ستتفق معي أيها الاقتصادي أن أي مؤشرات إيجابية غير تلك المرتبطة والمنعكسة على حياة المواطن بشكل عاجل ، هي تماما كحديث الوزير الاقتصادي ولد الرايس عن ارتفاع نسبة النمو إلى 6 بالمائة!!...، إن النمو كما تعلم ليس هو التنمية...، إن تلك المؤشرات الإيجابية لم تصل لملايين المواطنين هنا...، و إذا فهي كلام ساسة بينهم لا يعنينا معاشر البسطاء البؤساء. 4- أخيرا : لعلك أيضا تدرك ما الذي يمكن أن ينتج عن ارتماء "أغلبيتك المحاورة" في أحضان السلطة الحالية بدعوى تلك الإشارات الإيجابية.....إنه يعني ببساطة أنكم تفخخون طردا اسمه الأمل، ثم تهدوننا إياه...، إنكم تجعلون غالبية الموريتانيين تستمر في الاعتقاد أن الساسة المدنيين لا يصلحون للحكم...، ويترقبون بالتالي مشروع الانقلابي القادم!.
الشيخ ولد لحبيب