احتضن مقر بيت الشعر يوم أمس في نواكشوط ندوة نظمتها هيئة الأقلام النسائية ندوة عن الأدب النسائي " النبراع" تميزت بالحضور النوعي و المشاركات المميزة و قد كتب الأديب محمد الأمين ولد النت ورقة عن الموضوع هي بمثابة تهنئة و تنويه هذا نصها
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أمسية هيئة الأقلام النسائية
تهنئة وتنويه وتلخيص :
تهنئة خاصةوتمنيات خالصة لهيئة أقلام نسائية رئيسةً ومُحاضِرةً ومتدخلاتٍ على تألقهن خطابا وتنظيما لهذه الأمسية الرائعة بكل المعايير
فلقد قدمت رئيسة الهيئة زهراء نرجس افتتاحية شاملة أوضحت فيها سياقَ الأمسية و أطّرت فيها الموضوع متحاشية عن قصد أن تأكله على النار..
لَتجمعَ رئيسةُ الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي معالي الوزيرة خذي بنت شيخنا في كلمتها المقتضبة بين الإشادة بأهمية أدب التبراع وتطوّره عبر التاريخ خاصة على مستوى الأوزان وتنوّع مقاماته الفنية حيث أصبح يُغنَّى في( لكحال و سنيمه و لبتيت) ثم أهابت بدور الجميع ادباء ومثقفين رجالا ونساء رسميين وشعبيين في أهمية التعاون على خدمة الأدب الحساني خصوصا بجميع أنماطه والشعبي عامة من أجل ترقيته وتطويره مواكبة لمستجدات التنمية البشرية بمختلف أبعادها الثقافية
والاجتماعية والاقتصادية ..
وإن لمقاربة المحاضِرة حواء ميلود في تعاطيها مع ظاهرة التبراع تاصيلا لإنتاجه و تحديدا لمفاهيمه وتنوّعا لأغراضه وشمولا لجوانب اهتمامات المرأة فيه ، ما مكّنها عن كثب وبكل سهولة من استجلاء جوانب الإبداع لأدب التبراع كظاهرة نسائيةفريدة أملتها منذ القدم ظروف اجتماعية قاهرة ، ألجأت المرأة "البظانية" إلى ابتكار التعبير الرمزي الذي يجمع بين عمق الدلالة الرمزية بالتعمية والإخفاء وبين تسريبات عفوية يكبحها الحياء المحتشم ، لتجعل من الإشارة إشهارا غنائيا متألقا،مُحوّلةً التلميحَ تصريحا والتوريةَ إشادةً ، حتى تعيش عالمها الذاتي الجميل في مَنأًى عن سلطة الرقيب طالما خلت بنفسها لتغني لها لحنا مطربا جميلا ينطلق إلى عوالم مفتوحة وآفاق رحبةٍ بأغاريدَ وتأوّهاتٍ"تبراعبةٍ" تُذيب القلوبَ وتُلهِم النفوسَ ، وتنعش الأرواحَ ..لكنها تتأبَّى على تفكيك الرموز والإحاطة بأبعادها المختلفة مُنتجِةً ومَعنِيا..حيث لا يُعرَف مَن القائلة ، ولا مَنِ المعني ، إنما ذلك يبقى إلى الأبد " سِرَّ الدولة" لتخلص المحاضِرة إلى فتح بعض الإشكالات المحورية التي مازالت الدراسات المستقبلية مدعوةً إلى التصدي لها ..
وهنا استمع الجميعُ إلى وصلة غنائية رائعة من التبراع نفسِه من إنتاج الفنانة العظيمة تكيبر بنت الميداح نصا وغناءً دعما للحملة الرسمية لمكافحة التبذير والإسراف في المناسبات الاجتماعية( على امباله) ،وقد شاركت معها في إنتاج نصوص التبراع تخدم هذا التوجه بعضُ النسوة من مؤخرة القاعة لكنهن تألقن مثل الفنانة تكيبر في إنشاء تبريعاتهن الرائعة
ولقد كان لما تفضلت به كل من الأعلامية مريم بنت امود والمفتشة النائب فاطمة بنت البو والإعلامية مينا بنت حيمد بالغ الأثر الطيب في إنعاش الأمسية وإنجاحها برصدهن لتطور التبراع عبر تاريخه من تمحض للغزل النسائي إلى مجالات أخرى كثيرة متنوّعة ومحورية طالت السياسة أيديولوجيةً ودعايةً،خاصة في مناسبات الحملات، إلى غير ذلك من الأغراض والمجالات المتنوّعة كالسيرة والمديح والتصوّف والبكاء على الأطلال والإشادة بالبطولات النضالية وبزعماء الأمة مواقف وإنجازات ..
وفي هذا المضمار قمن باستنطاق الكثير من نماذج التبراع تدليلا على تلك الرؤية والتطور في الموضوعات والأغراض والاهتمامات .. وحقا جلن وصلن في مضمارألفن دروبه
وامتلكن آليات التفاعل معه
فهما واستيعابا وتقويما
أما مداخلات رجال الأدب
الذين حرصوا على مشاركة
الأقلام النسائية هذا المساء ، والتي لخصها مدير بيت الشعرالدكتورعبدالله السيد في ملاحظتين بارزتين ، فإنها زيادة على ما وفّرته من إغناء وإثراء لموضوع التبراع كظاهرة إبداعية ، فإنها في النهاية شكلت نوعا من " التبراع " على "التبراع" لذلك "وافق شن طبقة"هذه المرة
29/07/2022
محمد الأمين / النن