من بين غرائب السنوات الثلاث المنقضية من حكم نظام الرئيس محمد الشيخ الغزواني، هناك معالم دالة وأكثر وضوحا لمسار الفشل الحتمي، الذي خلقته وقائع مهزلات ومؤامرات انتهازية محبوكة، اذا لم يتم تجاوزها بسرعة.. قلنا وكتبنا سابقا؛ أن الرئيس جاء بأمل كبير وطرح تعهدات هامة وطمح لإقلاع استثنائي على كل الصعد، إلا أنه استسلم لقوى التخريب وشياطين الإنس المتسللين لجواره بكثافة، حتى سيطروا بشكل مريب على كل الأمور؛ أو هكذا يريدون، من خلال تضليلهم الإعلامي وانتهازيتهم الواضحة
فكر الرئيس غزواني، ببساطة في أن ينشغل نظامه في بناء البلد، وأول خطوة قدمها لذلك بحسن نية، هي فتح الباب للكل للمشاركة وتكريس جو التواصل مع القوى السياسية والمجتمعية بدون استثناء.. لكن النظام سُرقت إرادته عن قرب، فلم يستطع تمييز الجهات، فوقع في شباك قوى الابتزاز والانتهازية السياسية وقوى الارهاب والدجل وتجار الدين!
من المستبعد أن يكون الرئيس غزواني صاحب الفكر العلمي الثاقب، والثقافة الدينية الأصيلة، صار من مريدي للدجالين ومنافقي السياسة والدين، إلا أن قوى تسلقت، عبر زخم كبير من التضليل الإعلامي والسياسي، استطاعت وضعه في خانات السلبية ليسر نظامه رأسا إلى قاع الفشل - لا قدر الله -..
استطاعت قوى الانتهازية السياسية والدينية أن تخدع الرئيس وتضع نظامه في حالة من الارتباك يصعب تصور تأثيرها، فأفشلت المشاريع والانجازات وطفقت تحبك مسرحيات الهزل الواضحة لكل ذي عقل..! فشل الإقلاع، وخدع الرئيس واخترق الفشل السلطة للأسف ... حتى حاول الإرجاف أن يلبس ثوب "الانصاف"، وانتقلت عدوى تضليل الإعلامي العالمية لتحاول القضاء على ما تبقى في هذه الأرض الطيبة من صدق وورع ..!!!
يحاول الدجالون والانتهازيون التغطية على ما أقحموا فيه النظام من الفشل، بفبركات التواصل الاجتماعي وتسجيلات الدجل الديني وإلهاء غوغاء الشعب بقصص من الخرافات وصور وفيديوهات من أحداث مفبركة لحبك المؤامرة وتنويم العقول ..
خلقوا فراغا وتيها كبيرا، وتدني بالغ في الاهتمام والمقصد، جعلوا النظام يصغر همه لدرجة الانشغال بالمهور وغلائها في واقع أزمة اقتصادية وبنيوية اجتماعية بالغة العقيد، تحتاج ارتفاعا ولو في مستوى الخطاب والفهم، والتدبير..
وقف الشعب حائرا .. هل يمكن وسط الغلاء المعيشي وارتفاع الاسعار وتدني قيمة العملة، وانتشار البطالة والفقر أن يعظ الواعظون المقبلين على الزواج والاسرة التي تعاني الأمرين، ولا يرى هؤلاء الواعظين غلاء المعيش وارتفاع الاسعار، ألم يكن الأولى وعظ التجار والوزراء والمسؤولون ! حتى تمكن مساعدة الشعب بالعمل الأهم، وهو خفض الأسعار والسيطرة على السوق وانجاح المشاريع وتوفير فرص العمل والقضاء على الفساد وتبديد المال العام ونهبه، والقضاء على الانتهازية السياسية والدينية التي أفشلت الدولة والمجتمع ومحاربة الجماعات التكفيرية والإرهابية من أجل انسجام المجتمع وحفظ امن وحرية الأفراد والمجتمعات وهي أهم مهمة للدولة. يجب العودة إلا أصالة العقد الاجتماعي للشعب بكل مكوناته، واحترام خصوصياته الثقافية والدينية. وحق كل شخص في أمنه وحريته في دولة السيادة والقانون خلاصة هذه الدردشة، وحتى لا ينفجر الفشل بشكل مريع، ويعود الناس إلى كهوف الظلام، حرروا الوطن يا أبناء الوطن .. وأطلقوا نور العقل والعلم، واقلعوا عن متاهة الإرجاف ومجابات التضليل، وانهضوا سراعا، فثلاثي الفشل أصبح يهدد أمن الوطن واستقراره بشكل خطير جدا
حفظ الله موريتانيا وشعبها
سيدي ولد محمد فال