من وحي الذكرى 55 للاستقلال
و أنت تتابع وسائل الإعلام الخاصة و العامة، هذه الأيام لا بد أن تثير انتباهك اختزال 55 سنة من الاستقلال في لحظتين لا ثالثة لهما: لحظة التأسيس و اللحظة الراهنة، لاترى إلا بعض اللقطات لفترة الرئيس المرحوم المختار ولد داداه و فترة الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز. هل يعقل لوسائل إعلام تحترم نفسها أن تلغي فترات من تاريخ استقلال هذا البلد برجالاتها، بنسائها، بقادتها، بمعارضتها، بانجازاتها، بإخفاقاتها؟؟!! أين هي مرحلة المصطفى ولد محمد السالك، احمد ولد بوسيف، محمد خونا ولد هيداله، معاوية ولد سيد احمد ولد الطائع، اعل ولد محمد فال، سيد محمد ولد الشيخ عبد الله؟؟!!!
ليس من حقكم أن تغيبوا 30 سنة من 55 سنة!! من حق الموريتانيين أن يعرفوا تاريخهم، بنجاحاته و إخفاقاته، بآلامه و آماله، بلحظاته الصعبة و احداثه المثيرة. من حقنا أن نستعلم عن ظروف ما قبل الاستقلال بتناقضاتها، و مواقف السياسيين المتضاربة فيها. من حقنا أن نستعلم عن حرب الصحراء، من حقنا أن نستعلم عن حقيقة و خلفية مختلف الصراعات السياسية. من حقنا أن نستعلم عن مختلف الانقلابات و عن اسبابها و نتائجها. من حقنا أن نستعلم عن ظروف الاعتقالات السياسية و ما جرى فيها من تعذيب و من موت تحت التعذيب و من تصفيات خارج القانون. من حقنا أن نستعلم عن كل شيئ ذي طابع عام.
55 سنة، فترة تزيد على نصف القرن و لا يجوز أن نمر عليها مرور اللئام. طيلة كل هذه الفترة، إلا ما ندر، لا نرى إلا وجهة نظر واحدة، لا نسمع إلا صوتا واحدا. ارحمونا لقد مللنا من التكرار و التسبيح و التهليل و تغييب الرأي الآخر.
فقط في الذكرى 47 للاستقلال و في فترة الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله شاهدنا برنامجا و ثائقيا في التلفزة الوطنية عن المراحل المختلقة للدولة الموريتانية.
من فضلكم دعونا نتعلم من أخطائنا.
من فضلكم ساعدونا لنرى أنفسنا كما نحن.
نقلا عن صفحة الكاتب: فاطمة منت محمد المصطفى