من حياة العالم اللغوي محمد محمود ولد اتلاميد الشنقيطي

أربعاء, 11/25/2015 - 16:10

ولد محمد محمود بن أحمد بن محمد التركزي الشنقيطي (1245 هـ – 1322 هـ / 1829 – 1904م) المعروف باسم ولدالتلاميد. الغوي موريتاني الذي ذاع صيته في عصره. بضواحي جونابه وأشرم من ولايتي لبراكنه و تكانت بموريتانية وانتقل إلى المشرق فأقام بمصر ورحل إلى مكة. كان علامة عصره في اللغة والأدب، كما كان شاعرا، أموي النسب، اشتهر والده بالتلاميد "تصحيف التلاميذ" فعرف بابن التلاميد.
شد الرحال إلى الشرق وعرج في طريقه على مدينة تيندوف حيث لقي ابن بلعمش الجكني ودرس عليه الحديث قال صاحب الوسيط عنه: «وكان الشريف "أمير مكة" ينظم مناورات بينه و علماء مكة حتى حصلت البغضاء مما جعله يغادر مكة.
انتدبته حكومة الأستانة -أيام السلطان عبد الحميد الثاني- للسفر إلى إسبانيا والاطلاع على ما فيها من المخطوطات العربية، فقام بذلك.
ثم رحل إلى مصر ونزل عند نقيب أشرافها محمد توفيق البكري، فبالغ الأخير في إكرامه واستعان به في تأليف كتابه "أراجيز العرب"، ثم طبع الكتاب منسوبا إلى البكري وحده فغضب الشنقيطي وفارقه، ووصل الخلاف إلى القضاء. اتصل بالشيخ محمد عبده فسعى له بمرتب من الأوقاف فاستقر في القاهرة. وقد ذكره طه حسين في كتابه الأيام باسم الشيخ الشنقيطي.

شهادة من معاصرين له :

نشر رشيد رضا في العدد الأول من مجلة المنار في (22 من شوال 1315 هـ أي 15 مارس 1898م الكثير من أخبار ونشاط وأدب وعلم محمد محمود ولد التلاميد التركزي الشهير بالشيخ الشنقيطي. ، ومن بين ما نشر رشيد رضا من أخبار هذا الشيخ الشنقيطي ما يقوله ا في العدد 25 من مجلة المنار :"إن الأستاذ الإمام محمد عبده لما ألف رسالة التوحيد وأعطاها لابن التلاميد الشنقيطي ليقرأها قراءة تصحيح. يقول رشيد ر:ضا: "قرأ الرسالة العلامة المحدث الذي انتهت إليه رئاسة علوم اللغة والحديث في هذه الديار، لا سيما علم الرواية للحديث الشريف ولأشعار العرب والمخضرمين ألا وهو الأستاذ الفاضل الشيخ محمد محمود التركزي الشنقيطي، فتوقف في بعض حروف وفي بعض مواضيع منها. فولى شطر بيت الأستاذ المؤلف حتى إذا ما جاءه طلب منه أن يقرأ الرسالة فقرآها في يومين وتذاكرا فيما توقف فيه، فأزال له الأستاذ بعض ما اشكل فيه، واعترف له بالإصابة في بعض ما انتقده. وانتهى الأمر بشكر كل منهما للآخر.
ومن حسن أخلاق الأستاذ المؤلف واعترافه بالحق وشكره عليه أنه قص هذه القصة على تلامذته في الجامع الأزهر، وأثنى لهم على أخلاق الشنقيطي وعلمه ودينه، وقال هذه هي مزايا العلماء.
أما الانتقاد الذي اعترف فيه المؤلف بالإصابة فهو نحو قوله: "دعيت للتدريس" وكان ينبغي أن يقول: "دعيت إلى التدريس"، فسبق القلم. هذا من حيث اللفظ وأما من حيث المعنى فمسألة البحث في خلق القرآن، انتقد الشنقيطي بأن فيها مخالفة لما التزمه المؤلف سلوكه في العقائد مسلك السلف، قال: والسلف لم يبحثوا في هذه المسألة. فاعترف له المؤلف بذلك، وقال إنني خالفت في هذه المسألة بخصوصها الشرطَ لأهميتها واشتباه كثير من الناس فيها.
لم يكتف الأستاذ الشنقيطي بالشكر للمؤلف في مشهده وعلى سمعه على هذا الأثر الجليل بل قرظه بقصيدة غراء ذات حكم ونصائح، وجاء إلى الرواق العباسي في الجامع الأزهر الشريف، ولما حشر العلماء والطلاب لسماع درس الأستاذ المؤلف استأذن منه بقراءة القصيدة عليهم، وصعد كرسي الدرس وافتتح الكلام بالبسملة والحمدلة والصلاة والسلام على خير الأنام، وأنشد القصيدة والناس مصيخون والأستاذ المؤلف بينهم وهي:
ألا إن خير الناس من كان قصده ۞ لنفع الورى أو كان في الضر زهده
لقد مات دين الحق وانحل عقده ۞ فأحياه بالذكرى "محمد عبده"
....
إلى آخر القصيدة الموجودة صورة منها مرفقة مأخوذة من مجلة المنار.

ومن مؤ للفات محمد محمود ولد اتلاميد الشنقيطي :
أشهر الكتب العربية بخزائن مكاتب دولة أسبانيا الذي كلفه به وموّله السلطان عبد الحميد الثاني. مخطوط بدار الكتب الوطنية التونسية رقم: 18675
إحقاق الحق وتبرئة العرب مما أحدثه عاكش اليمن في لغتهم وهو حاشية على شرح للامية العرب. رد بها على الشيخ الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بعاكش اليمني (1221 هـ - 1289 هـ / 1807 - 1872م) الذي شرح لامية الشَّنْفَرَى شرحاً أخطأ في مواضع كثيرة منه.
طهارة العلم جمع فيه أخطاء طائفة من علماء الحجاز.
رسالة في مسألة صرف عمر.
عذب المنهل في مسألة صرف ثعل.
عروس الطروس.
شرح المفصل في النحو.
هوامش على كتاب الخصائص لابن جني.
تحقيق على المعلقات السبع مع ذكر رواياتها وأنساب قائليها.
تصحيح أساس البلاغة للزمخشري.
تصحيح القاموس المحيط.
تصحيح المخصص لابن سيدة.
تصحيح الأغاني جمع فيه الأخطاء التي وردت في طبعة بولاق من كتاب الأغاني وصححها وزاد عليها.
الحماسة السنية الكاملة المزية في الرحلة العلمية التركزية الشنقيطية ديوان قصائد تضم نحو 1000 بيت إضافة إلى النثر 10 تكلم فيها عن مراحل حياته وإنجازاته وعبقريته.