الحوادث- الحالة التي تعيشها مقاطعة "كرمسين" هذه الأيام اقرب ما يمكن ان توصف به،أنها -جحيم سياسي- وتفكك رهيب بين الأسرة الواحدة،بسبب الخلاف الذي ظهر مع اصطفاف التحالفات التي انبثقت، والتي كان من نتائجها السلبية على المقاطعة تشتيت القوة التي كانت والى قبل فترة قصيرة فريدة في وئامها ولحمتها.
لكن الاطماع التي زرعتها بعض الجهات التي تسللت الى المنطقة، وبثت سموم التفرقة والتشتت بتعميق الأطماع في مقاعد البرلمان والبلدية،والشعور بالتهميش والتغييب،خلقت تنمرا وتصدعا بين الصف الذي كان يضرب المثل في قوته .
لا احد في المقاطعة وخارجها لديه شك في ان رياح الخلافات التي بدأت تعصف بالوحدة في "كرمسين"..أنها سبق وعصفت بكيانات اخرى في جوانب مختلفة من الترارزة،بما في ذلك خلق صراع قوي بين ابناء العمومة في ابي تيلميت،واركيز،والمذرذرة وهو ما قد يعزز من حظوظ بعض الأشخاص من خارج البوتقة المتصارعة.
كما انه من المعروف ان كل هذه الخلافات ومحاولة التميز والظهور بشكل لافت المراد منه التقرب ونيل الحظوة بين قيادة الحزب بغرض الترشح في الاستحقاقات المقبلة التي بدأ الإستعداد والترتيب لها.
الغريب في الأمر ان الحزب الحاكم(إنصاف)يقف في وسط الميدان الساخن بالخلافات يتفرج على المنافسة الملتهبة،وما يبذل فيها من اموال ،كان الأولى ان تصرف في ماينفع الطبقة الهشة التي تعاني ويلات الجهل والعطش والفقر المدقع..وكأنه ليس معنيا بالموضوع، بل وكأن الساحة السياسية حلبة لصراع الثيران،والنتيجة فيها للقوي الذي يصرع منافسيه فيها.
احد رجالات المنطقة والمعروف بموقفه الوسطي بين الجميع،كان له موقف يختلف عن مواقف غيره من رجال المنطقة الذين تقسموا بين المتصارعين على الحلبة..هذا الرجل اعلن موقف الحياد من الجميع..بل طلب من الحزب في الإعلان الذي عبر عنه في لقاء مع رئيس حزب (اإنصاف) ان يتدخل لراب الصدع والشقاق بين المتصارعين،ويعيد المياه المتعكرة في المقاطعة الى صفائها ..وابدى رجل الأعمال المعروف في المقاطعة ب(احمد ولد اعمر بجاه) استعداده للعمل معه في ذلك.
لكن يبدو ان شياطين السياسة وجدوا الطريق سابلة لإختراق الصف وتشتيه لتعيش مقاطعة "كرمسين"فترة جحيم سياسي غريبة عليه..المستفيد منها في المرتبة الأولى المرضى بهلوسة السياسة الذين جمعوا اموالا طائلة من خزانة الدولة والصفقات المشبوهة .
محمد أحمد حبيب الله