برقية إلى/ جناب رئيس محكمة الجرائم الإقتصادية /نواكشوط /موريتانيا .
هذا الصباح و بعيد صلاة الفجر خطر ببالنا أن نبرق لكم جناب القاضي و من خلالكم إلى الموقرين المستشارين بالمحكمة الخاصة بالجرائم الإقتصادية و أنتم تتأهبون لمحاكمة( الغد ) في مابات يعرف عند اهل هذه الأرض إعلاميا بملف العشرية أو على الأصح محاكمة الرئيس السابق/ محمد ولد عبد العزيز و عشرية حكمه للبلاد.
أبرق إليكم سيدي القاضي /عمار ولد محمد الأمين؛ رئيس تلك المحكمة الموقرة على عجل و أنا أعلم أكثر من غيري أن النصيحة في الملإ إخديعة وأنكم لاشك تستحضرون دائما النصيحة العمرية لإبن الخطاب أمير المؤمنين و سيد العادلين عمر الأكرم منا جميعا و الأعز عند الله و لأشد في الحق و لأقوى على الباطل و الظالم و لأذل عند حدود الله و الأخشى من الظلم و المظلوم.
وحتى لاتكون هذه البرقية نصيحة لكم في الملإ و انتم المنزهون عن العبث و الشطط و الإسراف المؤتمنون على العدل و المكلفون بالفصل بالقسط و إحقاق الحق و إصدار الحكم العادل فإنني أردرتها أن تكون لكم تذكرة لمن أراد منكم أن يذكر و الذكرى للمؤمنين و تبصرة لمن يبتصر منكم و العاقبة للمتقين.
هم ستة قضاة قبلكم فرطوا على سابقة لها مماثلة للقياس عليها في الظرف ( صراع ) و الشكل( تهم و ملفات ) و المحتوى ( انتقائية و تصفية حسابات وكيد و تشويه ) و الغايات و المقاصد و الأهداف ( الإزاحة و التخلص و الإبعاد ) و لاشك قطعا بضوابط القياس أنها ستكون أيضا بنفس النتائج و المآلات و الخاتمات فريق في الجنة و فريق في السعير فريق من الخالدين الذكر و فريق من المنسيين المنبوذين فريق المنحازين للضمير و الملتزمين باليمين و فريق المنفذين لإرادة الحاكم و رغبات الآمرين.
من بين القضاة الستة وحدهم إثنان ؛ الخالد الذكر الكردي السليماني ( القاضي الفخر روزكار أمين ) الذي لازال إسمه محفورا في كل أذهان العرب و العجم مسلمين و مسيحيين و يهود وتعج محركات البحث و الشاشات بصوره الخالدة و محياه البهي رمزا للنزاهة و الصمود و الإمتناع عن الظلم و الخضوع للتعليمات العليا الظالمة
تفتح أمامه اليوم كل مجامع العلم و المعرفة و قصور العدل و الشرف و التكريم و التشريف و تنحى في حضرة وجوده كل الهامات و القامات القانونية و القضائية و الأدبية و السياسية و قادة الدنيا ( ملوكا و أمراء و رؤساء و حكام ) وكان قبل عدة أشهر قاب قوسين من حكم أرض الرسالات و مهد الأنبياء و أرض الحضرات بلاد الرافدين ( أكد و سومر و بابل و مابين النهرين )
فقط ! لأنه في لحظة فارقة من الزمن وفي موعد لم يكن ليخلفه مع التاريخ إنحاز لضميره و ألتزم بيمينه الذي قطعه أمام الله بالحكم بالعدل و تصالح مع نفسه حين وجدها تحت ضغط الإكراه و التدخل و التوجيه لغاية غير العدل فأختار التنحي متحيزا للعدل و الكرامة و لهيبة القضاء و إستقلالية القضاة فكانت له الرفعة و باء غيره بسوء العاقبة و المآل و على دربه سلك الثاني رفيقه وزميله قاضي الجنايات الكبرى في العراق القاضي المحترم الخالد الذكر / عبدالله العامري حينما خاطب الشهيد صدام حسين بمقولته الشهيرة " لا أنت لست دكتاتورا و لم تكن دكتاتورا " مقولة سارت بها الركبان أصقاع المعمورة و راح هو لحال سبيله حرا شريفا مرتاح البال و الضمير تاركا خلفه الضغائن و الأحقاد و تصفية حسابات السلطة و الحكم و الثروة و مراكز القوة وتجيير القضاء لذلك لغيره يبتسم في وجهه و يهلل كل أهل العراق و كل أحرار و شرفاء الدنيا.
و لازال القاضيين العراقيين المسلمين الشريفين الحرين الأبيين محل فخر و عز و شموخ يفتخر بهم و بمواقفهم كل قضاة العراق و العرب و المسلمين و العالم وأضحو مفخرة و عزا و شرفا لأبنائهم و أحفادهم و عشيرتهم و مدنهم و حواضرهم و قراهم التي ولدوا فيها و للجامعات و الكليات و المعاهد و الدوائر القضائية و المحاكم التي درسوا فيها و خدموا وطنهم و شعبهم و عدالتهم و قضائهم من خلالها .
وذهب الأربعة قضاة السوء المتواطئين مع السلطة ( وائل جوحي و منير حداد و محمد لعريبي و رؤوف عبد الرحمن) إلى سوء ماعملوا سيئ ؛ من الحنث العظيم و مخالفة الضمير و سيئ ماقدموا من إسراف و شطط و حكم ظالم بين فكانت عاقبتهم تنكر و جحود من الحاكم الأثيم و إحتقار و عزلة من الشعب العظيم.
فاختر لنفسك أيها القاضي و الأنفسكم أيها السادة المستشارون أي الفسطاطين و الفريقين تريدون الأنفسكم أن تنسبوا؟ أصحاب اليمين و العزة و اليقين ( الأمين رزكان و عبدالله العامري ) أم أصحاب الشمال ( رؤوف و حداد و جوحي و لعريبي) و أي الفريقين فريق الجنة قضاة عادلون يحكمون بالحق أم فريق السعير قضاة ظالموني حكمون بما تمليه الجهات العليا.
فهلا فعلتها و صدحت بها مدوية يا جناب رئيس المحكمة الموقرة أيها القاضي و قلتها واضحة صريحة ( أنت أيها الرئيس السابق لست مفسدا ؛ لأنك لست آمرا بالصرف اصلا و نحن و محكمتنا لسانا مختصين في مقاضاتكم لأن جهة الإختصاص محكمة سامية ) و بهذا الحدث ترتقوا بقضاتنا و قضائنا إلى مكانة و منزلة تليق باللوح و القلم و المحضرة و المنارة و شنقيط و المرابطون و علم و فقه و قضاء و ورع و تقوى و عزة نفس أهل هذه البلاد و أرضها و شعبها و يبقى لكم و لشعبكم و لأبناءكم وأحفادكم ولنا ذكر ذلك و فضله ذخرا و فخرا زاخرا نتباهى به بين الأمم و الشعوب و نفاخربه بين قضاة المنطقة و العالم .
فلاتحرمونا و أنفسكم و قضاءكم و زملاءكم شرف هذه اللحظة و ذلك الموقف و ذلك الوسام و لا تحرموا أنفسكم ظل العرش فهو ظل ظليل دائم لايزول و ظل حكامنا متغير لايدوم.
طالب العدل / السعد ولد لوليد .