دعا دعى الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا الشيخ سيدالخير ولد الشيخ بونن ولد الشيخ الطالب بوي بمناسبة تخليد الذكرى الموسم الديني لمحبي ومريدي والده الشيخ بنن ولد الشبخ الطالب بوي إلى مزيد من الوحدة والتلاحم والتراحم بين المسلمين.
كما دعا الجميع إلى الاستعداد لشهر رمضان وإلى تزكية النفوس بذكر الخالق، كما دعا إلى المحبة والسلام بين شعوب العالم وإلى إنهاء الحروب و الصراعات، وإلى مزيد من الإخاء والمحبة بين المسلمين.
كما شكر بالمناسبة الرئيسين السينغالي والموريتاني على جهودهم الكبيرة في خدمة الشعبين الشقيقين، معبرا عن حجم المحبة والروابط الروحية والثقافية بين موريتانيا والسينغال،مثمنا جهد السلطات الإدارية والأمنية المحلية وجميع الوفود القادمة من داخل السينغال وخارجه، من ممثلين دبلوماسيين للمشاركة في هذا الحدث الذي وصفه بالهام لدى الدول المجاورة، معربا عن امتنانه للجميع..
وهذا نص الكلمته الرسمية بالمناسبة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1 ]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]،
إن شهر شعبان شهر استعداد روحي لاستقبال ضيف الروح السنوي لكن هذا الاستعداد الصحيح لاتعرفه كل النفوس وإنما تعرفه النفوس المتألقة في سماء الطاعة التي تصقل القلوب والجوارح حتى يدخل رمضان التحلية بعد رحيل شعبان التنقية
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ماتصوم من شعبان ؟ قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله يصوم شعبان إلا قليلا ففي هذه النصوص الشريفة حث على الإكثار من الصيام في شعبان ،غير أنه لاينبغي أن يصام شعبان كله متصلا برمضان فعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا : ماصام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان.
هلموا أيها الفرقاء إلى كلمة سواء في شهر المحبة والإخاء لكي تجمعوا بها الشمل وترأبوا بها الصدع وتداوو بها الجراح شعبان يدعو المتباغضين إلى خلع أسمال الكراهية والتناحر؛لكي ينالوا مغفرة الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم: يطلع الله عز وجل على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك أو مشاحن فعليكم أيها المسلمين بالإعتصام بحبل الله جميعا
والوحدة ولتكن ولتكن هذه الوحدة استجابة وموَافقة لما جاء به نص كتابنا العزيز من قوله تعالى في الآية الثالثة من سورة آل عمران (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
ومعنى اعتصموا: أي تمسكوا بحبل الله، أي بكتابه الكريم، وعهده المتين، ودينه القويم، وإلا تكن عاقبة أمر المسلمين ذلا وخسرنا . كما أصيكم على طاعة ولي الأمر : يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] وأولو الأمر هم:
العلماء والأمراء أمراء المسلمين وعلماؤهم يطاعون في طاعة الله إذا أمروا بطاعة الله وليس في معصية الله.
فالعلماء والأمراء يطاعون في المعروف، لأن بهذا تستقيم الأحوال ويحصل الأمن وتنفذ الأوامر وينصف المظلوم ويردع الظالم، أما إذا لم يطاعوا فسدت الأمور وأكل القوي الضعيف- فالواجب أن يطاعوا في طاعة الله في المعروف سواء كانوا أمراء أو علماء كم أصي الحاكم على شعبه و أن يكون ناصحا أمينا وعادلا عليما بشؤون رعيته و لايخونهم ويؤدي حقوقهم ولاينقصهم ويعدل بينهم ولايظلمهم ويتقي الله فيهم وأوصي المشاييخ على مريديهم وتعلميهم الدين كما أوصي المريدين على مشاييخهم وتعظيمهم وإحترامهم
ثم إني أدعوكم أيها الإخوة إلى الأمر بالمعروف فيما بينكم والنصح لبعضكم والتناهي عن المنكر فتلك صفة المؤمنين المخلصين البعيدين عن النفاق.
أيها الإخوة إن هذا الطريق المستقيم والنهج الرباني القويم هو الذي كان عليه سلفنا الصالح كوالدنا وشيخنا الشيخ محمد فاضل ابن مامين وابنه وخليفته والدنا وشيخنا الشيخ سعد أبيه وأخوته وخلفائهم رحمهم الله
كما يسعني في هذا المقام أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للحكمومتين الشقيقتين السنغالية والموريتانية على ما يقدمونه من جهود وثيقة في دعم السلام وإحياء الصلة بين الشعبين الشقيقين، وفق أوامر فخامة الرئيس ماكي صال والرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ول الغزواني.
كما أشكر مصادير شيخنا الشيخ سعدبوه على مايقومون به من خدمة الدين و إحياء الطريقة والحرص على مايقدمون لها من الخدمة .كما أدعو اليوم إلى وقف إطلاق النار فورا في جميع أنحاء العالم.
لقد حان الوقت لوقف النزاعات المسلحة والتركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا.
وأقول للأطراف المتحاربة:
اتركوا الأعمال العدائية.
ضعوا مشاعر عدم الثقة والعداوة جانبا.
أخرسوا البنادق؛ وأخمدوا المدافع؛ وأوقفوا الغارات الجوية.
فهذا الأمر حاسم الأهمية ...
من أجل المساعدة على إنشاء ممرات لإيصال المساعدات المنقذة للحياة.
ومن أجل فتح نوافذ ثمينة لحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية.
ومن أجل جلب شعاع من الأمل إلى حيث تعيش الفئات الأكثر ضعفا إزاء فيروس كوفيد-19
وفي الختام أتمنى لكل العالم الخير..
والسلام ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الناطق الرسمي: سعدبوه ولد الشيخ عبدالعزيز ولد الشيخ الطالب بوي
أ