الحوادث- فتحت فاطمة عيناها على بيت حافل بالحركة والنشاط في حي من العاصمة نواكشوط يعرف بحي" مندز"من الميناء ..كان والدها يخرج في الصباح الباكر ويظل في سوق السبخة حيث حانوته الصغير..بينما تنشغل والدتها بتدريس ابناء الحي في عريش اعدته خصيسا لذلك تطلق عليه "انمبارمحظرة".
يحتشد كل صراح،ومساء، عشرات الاطفال على والدتها التي كان سكان حيها يعرفونهاب"كراية القرءان"يقرؤون القرءان..كبرت فاطمة بين اركان المحظرة،تحفظ مايردده الأطفال الأكبر منها سنا،وبذلك حفظت الكثير قبل ان تفقه التهجد..وما أن تعلمت القراءة حتى سهل عليها حفظ الكثير من اجزاء القرءان..ورتبتها والدتها معلمة الى جانبها في المحظرة تساعدها في تدريس الاطفال الصغار الذين في سن التهجد.
ومر الزمن سريعا..فكبرت فاطمة،وتعلقت والدتها بزواجها.،وصارت تزور كل زائرة في الحي السعادة لها بعريس من طينتها،ومستواها الاجتماعي..ورفض الوالد ادخال البنت في المدرسة رغم الحاح الفتاة على ان ترافق اترابها في الحي الى المدرسة المجاورة لهم في الحي.
وبعد فترة تقدم احد ابناء العمومة المقربين لوالدها يطلب يدها..حيث زارت الأسرة والدته رفقة بعض قريباتها.،واستقبلتهم الأسرة بحفاوة،وبشر .
وكان ذلك اليوم يوم من ايام الاسرة السعيدة،تخلف الوالد عن محله في السوق،واشترى شاة سمينة اختارها من سوق الحيوان ،وذبحها للضيوف وظلت الاسرة والجيران في فرح وسرور بمناسبة خطبة فاطمة لابن عمها.
ونظمت بعد ذلك اسرة العريس والعروس حفلا كبيرا بهيجا حضره سكان الحي كبارا وصغار..وتم استقبال فاطمة ليلة الزفاف في منزل والد العريس حيث ذبحت الذبائح وتعددت الاطعمة ..واستقرت فاطمة في منزل عريسها في حي من السبخة ..وبدات حياتها الجديدة مع اسرة عريسها .
كان زوجها عبد الله كثير النوم في النهار..ولاينام في الليل..فقد دأب على تنظيم سهرات طويلة مع اصدقائه خارج الحي تارة..وتارة داخل الحي..ولم يكن يدعوا اصدقاءه في منزل والده،لان والده غير راض على تصرفه،وسلوك حياته..لكن والدته كانت ملتصقة به تغطي على كل ما يقوم به من اعمال،وتبرر كسله وعد اهتمامه بالعمل باحداثة سنه..
جاء يوم لبس فيه جميع افراد اسرة عبد الله السواد..وخيم الحزن ..وتعالى النحيب،..فقد مات والد عبد اثر سكتة قلبية في محله بالسوق..ونقل قبل ان يتوقف قلبه عن الحركة الى المستشفى لكنه مات في طريقه اليه..وتقبل عبد الله وجميع الاسرة العزاء طيلة ايام التعزية..
بعد انقضاء ايام التعزية اجتمعت والدة عبد الله بابنها الوحيد ونصحته بالكف عن السهر،ومرافقة الكسالى من الاصدقاء..والتنبه الى حياته الجديدة التي تتطلب منه ان يخلف واده في تجارته،ومزاولة ماكان يقوم به ..
كان والد عبد الله رجل ثري من حيث لايعلم عبد الله الذي كان لايعرف عن ابيه إلا انه يلبي مايطلبه منه عندما تريد والدته ذلك ..ودخل عبد الله الى محل والده لأول مرة رفقة المساعد الذي كان يعتمد عليه والده في الحسابات وتسيير امواله..وكشف له عن ثروة والده التي هاله رقمها الكبير ..
بدأ عبد الله يزاول العمل ..وغير جميع طاقم المحل.. حتى خازن المال وصندوق الوالد الذي كان ياتمنه في كل شيء..استبدله باحد اصدقائه الذين يرافقونه في الليالي الحمراء التي تنظمها جماعته.
عاد عبد الله الى المنزل بعد ايام من وفاة والده رفقة اصدقائه الذين كان والده يرفض دخولهم المنزل..واقام البيت واقعده من ان تقام لهم مائدة من لحم الضأن،وتقدم لهم انواع المشروبات.
قامت فاطمة على تنفيذ طلبات زوجها ..وتفانت في خدمة زملائه الذين صار المنزل وكرا يغطون فيه على اعمال القمار التي يسهرون عليها كل ليلة حتى الفجر.
وخيم الحزن مرة ثانية على البيت..وحضر المعزون من كل مكان في والدة عبد الله التي لم تتحمل الواقع الذي فرضه عليها ابنها..واحادث سكان الحي حول ما يقوم به مع زملائه من اعمال مشبوهة لطخت اسم البيت.
وخلا الجو لعبد الله بعد وفاة والدته..فتمادى اكثر في سهراته،التي صار يشارك فيها اشخاص منحرفين من اصحاب السوابق زينوا لعبد الله تدخين الممنوعات حتى ادمن عليها..وتضايقت فاطمة من الانحراف الجديد الذي سقط فيه زوجها ..لكن زوجها كان يعاملها بقسوة،عند ما يلاحظ تبرمها اوعدم رضاها من ما يقوم به.....
تابع.