تعددت ظروف المجتمع مع تعدد التحولات التي شهدها .. فكان مع كل تحول يشهد فترة أسوأ من التي قبلها .. وراوده الأمل مع فقدوم النظام القائم بسبب ما شاعه من خلال زيارته الميدانية التي كان يقوم بها للمناطق الهشة والتي يسكنها غالبية الشعب . فحلم المواطن بالعيش والأمن في ظل حكم رئيس الفقراء .
ولم يبخل الشعب المسكين في الدفاع عن المتغلب الجديد الذي ألقب نفسه برئيس القراء الذين طمعوا في أن يكافئهم على موقفهم بتوزيع عادل للثروات بلدهم ، وتحقيق العدالة والمساواة بينهم .. وتغير مسلكيات فاسدة كانت تقوم عليها سياستهم .. الأمر الذي عجز عنه من سبقه.
ولكن يبدو أن الضابط من صناعة قائده.. بل أزاد على قائده بتجربة علمته الحزم والصرامة .. فوجه الاستثمار إلى وجهة واحدة ، وجعل كل مقاليده في يده.
وبذلك تحول خاصة من الأسرة والعشيرة كانوا إلي وقت قريب باعة خردة والخبز المجفف إلى أثرياء يركبون سيارات فارهة غالية الثمن ، وويسكنون فلل وويملكون محلات في مراكز استثمارية واستراتيجية مهمة من العاصمة .
ورغم ما تعيشه هذه الثلة القليلة التي يمكن حصرها في عدد أصابع اليد من الثراء الفاحش حتى التخمة .. تعيش طبقة أخرى تشكل عامة الشعب في حالة من الفقر والتعاسة يرثى لها .. فاضطرها البحث عن القوت إلى العمل في القمامة وجمعها وبيع مشتقات الحديد والبلاستيك لشرائك النفايات .
فمنظر طوابير المتسكعين على أبواب البنوك ، ومنازل المحسنين يوحي بمايعيشه المواطن ، هذا فضلا عن يشكله منظر الطوابير الطويلة اما نقاط بيع أمل للحصول على حصة تقدر ب(كلغرام من الأرز، والزيت والسكر والبن الجاف) بسعر مخفض رغم عدم جودة المواد التي تبيعها هذه النقاط.
فإلى متى سيظل الحال على ما هو عليه في وطننا .. طبقة متخومة من الثراء .. وأخرى جائعة على شفى جرف من الموت..؟