إذا كان جسمك قد اختفى،ووري تحت الجنادل في التراب، ولم تعد في المحافل شامخا بقامتك،وعلى المنابر وبين المنتديات،تعلم،توعظ،وتدعو إلى السبيل القويم ونهج الرسول الكريم عليه صلاة الله وسلامه..فذلك لا يعني أنك اختفيت ومت في قلوب الملايين من الذين تأثروا بك، وآمنوا بفكرك ونصبوك قدوة لهم في الخلق والمنهج.
أنت خالد..وستظل خالدا في القلوب والفكر.. فأنت لست صورة في إطار تعلق على جدران منازل من تأثروا بك ينحنون لرأيتها تحية وتعظيما ..وإنما فكر وسلوك وثقافة باق في عقول الناس وسلوكهم ومعتقدهم إلى يوم يختفون من الوجود ويبعثون..أنت مزيج من المثل والمعتقد والأخلاق والتضحيات والذكرِ الجميل خالد في أعماق الجميع .. لأنك كنت أمينا وصادقا في تبليغ ونشر سنة الهادي وما جاء به ربه، لا تخشى في سبيله السلطان وسلطته..لم ترهبك السجون المعتمة ..ولم تستحوذ على عقلك الدنيا وبريقها الساحر..وإنما كنت قويا جلدا على أن تظل مستقيما على سيرة الهادي.. خائفا من شيطان الغرور والتكبر والرياء.
فالتصعد روحك إلى الملإ الأعلى تحفها الملائكة التي كانت تحف مجالس درسك في المساجد،في المحافل ،والمنتديات في كل ركن كنت فيه تبث علمك،داعيا،وواعظا، ومدرسا.