الحوادث- اباه ..شاب في مقتبل العمر ،لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره بعد..فرضته ظروف الحياة القاسية ان يدخل معترك العمل ..يعيش في حي يختلط فيه الصالح بالطافح..فضاءه ملبد برائحة اسجارة المغشوشة بالقنب الهندي..وشوارعه مسكونة بجن الطرقات والمتسللين من الشبابيك في عتمة الليل..يعرف بالقطاع الثالث"ملح"وينعته البعض بحي"بقالة كلش".
عاش اباه غريبا عن مايعيشه الحي بفضل رعاية والدته التي رافقته كظله حتى لاينزلق في تيه الفضاء المبوء ..والشوارع المسكونة بمردة السطو والتلصص..فرضته الظروف التي يعيشها والداه في حي شعبي هش ان يترك مقاعد الدرس ويبحث عن عمل يساعد البيت في مصاريف الحياة..
اباه..والمهبة
راودت اباه تنفيذ فكرة كان قد اهتم بها وهو صغيرا ..فقد كان اباه في سن مبكرة يقلد الكتابات التي يجدها في السراويل والبنطلونات التي كانت والدته تشتربهم له..
ذهب الى محل للخدار واشترى بعض الالوان وريشة واخذ بعض الاقمشة المستعملة وبدا يتدرب على هوايته التي كان يعشقها وهو ثغييرا..واستطاع ان يريم رسوما جميلة نالت اعجاب بعص الاصدقاء الذين سجعوه على مواصلة موهبته.
بمساعدة من الاسرة فتح محلا صغيرا لبيع الملابس المستعملة على شارع "كلش"القريب من منزل اسرته..وكان يعرض في المحل نماذ من النقوش التي نقشها على السراويل والبطالونات..
وتفاجأ اباه باعماله تعجب الزوار..وجموع الشباب تتوافد اليه لشراء الملابس على نقش علبها ..
واحتار سكان الحي في المهبة التي اكتسبها الشاب ..ونالت اعجاب الشباب الذين يفدون الي من الاحياء النائية لينقش لهم على ملابسهم..
فهل سينتبه المصالح التي تنمي المواهب الى مهبة هذا الشاب لتشجعه وتنمي له قدرته على الخط والرسم ..وتعتني به ..حتى لا يضيع ضمن المواهب الضاىعة...،!