حزب الإنصاف، هو الحزب الذي يصف قادته أنفسهم بأنهم، الحزب الحاكم، أي الحزب الأقرب للرئيس وأركان نظامه، وهو ما يطرح عليهم مسؤولية كبيرة في اعتماد مرونة سياسية كبيرة وقدرة على الاحتواء والتهدئة.. وفق خصائص وفلسفة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني، الرجل القوي الذي استطاع احتواء الجميع والعمل في جوء من الهدوء والانسجام السياسي فريد، ودعمته أغلبيته الشعبية والسياسية من أحزاب وهيئات طيلة الفترة المنقضية من حكمه ولا زالت تدعمه، لأن الرئيس يحمل برنامجا واعدا ويسير نحو أفق واعد لموريتانيا..
خلال التحضير للانتخابات النيابية والجهوية والبلدية 2023 الجارية، والتي أخفق أحد أكبر أحزاب الأغلبية، وهو حزب الإنصاف، في احتواء المرشحين وداعميهم باعتماده مقاربات بعيدة من الواقعية وإثارات لا تنسجم مع تطلعات الشعب الداعم للرئيس، ساد الارتباك أعضاء حزب الإنصاف من مسؤولين حكوميين وغيرهم..!
وبدلا من أن يعالجوا شروخ الأغلبية الداعمة للرئيس بطرق ديمقراطية وسليمة، وتقوية جبهة الداعمين للرئيس؛ في أفق استحقاقات رئاسية قادمة، ها هم أبرز أعضاء الحكومة والإدارة التي يفترض فيها الحياد والمسؤولية، والعمل على تحسين صورة شفافية الانتخابات في ظل النظام القائم، أصبحوا أدواة لبعض من يتحكمون في خطابات حزب الإنصاف، لإطلاق تصريحات وتهديدات للشعب وللداعمين للرئيس، في محاولة لمعاجلة سيئة لإخفاقات هذا الحزب!
إلا أننا كداعمين لرئيس الجمهورية، ضمن أحد أهم أحزاب الأغلبية، حزب الكرامة، نرى أن تصريحات بعض الوافدين للإنصاف، والوزير الأول الذي يرأس حكومة الرئيس، تعكس ارتباكا غير مريح داخل الإنصاف وبعض الوزراء، ينبغي على الرئيس التنبه له..
فمن ناحية، أحزاب الأغلبية هي القادرة على سد الفجوة وتخفيف الآثار السلبية للإخفاقات على جبهة الأغلبية الداعمة للرئيس، حتى لا تفقد الولاء داخل الشعب..
ومن ناحية أخرى، تصريحات أعضاء الحكومة لا تعطي الانطباع بفهمهم وعملهم بمقتضى فلسفة الرئيس في إحقاق الشفافية والإصلاح السياسي..
إن على الإنصاف، في حالة دعمه ودعم كل الوافدين له، لرئيس الجمهورية، وواجب أعضاء الحكومة، الالتزام بخط وفلسفة رئيس الجمهورية..
والعمل على تقوية جبهة الأغلبية الداعمة للرئيس، والتعالى إلى مستوى النضج الذي يسمح باحتواء الشروخ والإخفاقات، دون فتحها أمام مآرب المعارضة، حتى لا تكون مفخخات باطنية تنخر شعبية رئيس الجمهورية