يقاس تقدم الدول و تطورها بمستوي تعليم أبنائها و بنوعيته و مناهجه المعتمدة. فالتعليم يعتبر من الأهداف الإستيراتيجية للدولة، وذلك بالنظر إلي الدور الذي تلعبه التربية الحديثة في تكوين الفرد و تنمية مواهبه و تشجيعه علي كسب المعارف اللازمة لرفع قدراته في مجال التفكير و الإبتكار و إنعكاس ذلك علي وعي المجتمع بأهمية المشاركة في البناء الوطني و في تحسين الأداء في جميع القطاعات الحكومية الفنية و الإدارية و في إرساء الحكامة المنشودة في الحياة العمومية.
لهذه الأسباب و غيرها، فقد تبني قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ، إستيراتيجية جديدة لإعداد و ترقية المصادر البشرية الضرورية لتنمية البلاد، و ذلك بتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
و ترتكز هذه الإستيراتيجية الجديدة علي تنويع عروض التكوين و تحسين القدرة الإستيعابية لمؤسسات التعليم العالي و زيادة المنح الداخلية و الخارجية و فتح السكن الجامعي بصفة منتظمة و الرفع من مستوي الخدمات الجامعية كمًا و كيفًا، و إدخال مقاربة الجودة في المنظومة بصفة عامة.
في هذا السياق فقد شهد العام 2023م إنجازات ملموسة نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر:
- تقدم الأشغال في توسعة جامعة أنواكشوط التي ينتظر الإنتهاء منها مع نهاية السنة،
- الحصول علي تمويل بناء و تأهيل بعض المؤسسات و المعاهد الفنية و المهنية مثل " مدرسة التجارة و معهد الرقمنة و المعهد المهني الجامعي و المعهد العالي الفني بروصو و غيرها و آلتي ستبدأ الأشغال فيها قريبًا بحول الله،
- إسناد 1372 منحة خارجية
- إسناد 8400 منحة داخلية و ذلك علي نفقة الدولة ،
- إسكان 1500طالب بالحي السكني الجامعي بإنواكشوط و التكفل بإعاشتهم طيلة السنة الجامعية و توفير كل الخدمات الأخري من صحة و ترفيه و خدمات الإنترنت الخ…،
- توفير خدمة النقل من و إلي الجامعة و مؤسسات التعليم الأخري لأزيد من 25000طالب.
هذا بالإضافة إلي الزيادات المعتبرة في رواتب الأساتذة التي ستستمر وإلي نهاية العام 2024م .
و لا شك أن الخطوة التي أتخذها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم خلال الزيارة التي يؤديها لجمهورية مصر العربية ، و المتمثلة في إصدار تعليماته لوزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرمي الذي يرافقه في هذا السفر بتعميم المنح الدراسية علي جميع الطالبات الموريتانيات في مصر و كذا تقديم الدعم المالي للرابطات الطلابية الموريتانية هناك يؤكد مرة أخرى القناعة الراسخة لدي الرئيس بأن تشجيع التعليم هو المدخل الصحيح للبناء و الترقية بالنسبة لكل الموريتانيين علي أختلاف مشاربهم و أنه لا محيد عن هذا النهج رغم الدعايات المغرضة و حملات التشكيك.
قال تعالي" و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون إن ربك يعلم من يضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين "
" صدق الله العظيم"