الحوادث- في الثمانينات،والتسعينات من القرن الجاري عرفت المقاهي الشعبية انتشارا واسعا،خاصة مركز نقطة"وقفة البيس"arré bus"بالميناء والتي كانت في ذلك العهد مركز نشط للمارة،والباعة المتجولين..فقد كانت نقطة تماس بين جميع المقاطعات،الميناء والسبخة،وعبور الى المناطق الأخرى،حيث تمثل نقطة تجمع باصات،وسيارات النقل الحضرية بين المقاطعات.
انتشار المقاهي الشعبية التي اختفت في الكثير من المناطق التي كانت تمثل فيها وجود كبير بسبب انتشار المقاهي التي تقدم الوجبات السريعة "foust food"حرم الكثير من وجبة مفضلة كانوا يحصلون عليها باخفض سعر.
يدير غالبية المقاهي الشعبية"tangan"مواطنين اجانب من البلدان الافريقية المجارة سنغال،ومالي، وغانا احيانا..فلم يعرف المواطن الموريتاني مثل الوجبات التي تقدم هذه المقاهي الا مع هؤلاء الاجانب.
وزاد من انتشار مقاهي "tangana" التي تقدم الوجبات الساخنة"omelette" و القهوة السوداء بدون لبن،او البيضاء التي يقدمونها باللبن،مع خبر وبيض مقلي،مع بهارات حارة يحس المواطن بنكهة حرارتها اكثر في فصل الشتاء حيث البرد القارس.
وتكثر مقاهي "tangana"في المراكز التي تكثر فيها الحركة،في الصباح الباكر،مثل نقاط النقل،والأسواق،.ويدير ها في الغالب الر جال ،ويكسبون من ورائها المال،رغم التقشف الذي يظهر عليهم من لباسهمدوسكنهم.
فكثيرا ما يكون صاحب المقهى وحيدا ويسكن في الغرفة التي يتخذها مقرا لقوته في الحي الشعبي الذي اختاره لها..فصاحب القهوة يوزع الغرفة بقطعة من اقلماش الى شقين..شق ينصب فيه غازيته التي كثيرا تكون ٢/٤،عليها قدر لغلي الماء،وفي المنتصف طاوله عريضة،طويلة ياخذ حيزا كبير من المكان المخصص،وحولها طاولات،يجلس عليها الزبناء..وينظم صاحب المقهى طاولات البيض،واللوازم اللتي يستخدم لصناعة الوجبة على جانب قريب منه،لوقت الحاجة اليه...والشق الثاني يتهجع اليه في وقت الراحة.
رواد مثل هذه المقاهي غالبيتهم من البسطاء سائقي سيارات الاجرة،والعمال الذين لديهم دخل يمكنهم من تناول وجبة خفيفة غير باهظة مثل omelette وجبة الخبر مع بيضة مقلية،وكاس شاي مع اللبن ب٢٠٠ اوقية قديمة،بدل "صاندويش" الوجبات السريعة التي يصل سعرها الى ٥٠٠ اوقية قديمة .
" amadou"مواطن ينجدر من مدينة "kay" في مالي جاء الى موريتاني قبل ما يناهز ١٥ سنة،اشترى بعض الآلات الخاصة بصناعة وجبة "tangana"من احد اقاربه،واستاجر غرفة في سوق بحي "كلش"من القطاع الثالث من "ملح"بتوجونين ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل في المقهى الذي لم يتغير..يتغير العمال فيه من غير ان يتبدل ديكور المقهي..رغم المال الذي يجنيه "adama" والذي يتراوح مابين ٧٠٠ الف اوقية قديمة الى مليون اوقية قديمة.
" adama"يذهب في ربيع كل سنة الى قريته حيث يقضي احة ٣ اشهر الى اربعة ويعود الى نفس المقهي ...