الحوادث -يحل عيد الاضحى المبارك بعد يوم او اثنين في ظل حالة من التناقض يعيشها المواطن في العاصمة،وتتجلى حالة التناقض اكثر للمتابع لزوار السوق، حيث تظهر الفروق بين اصحاب الجيوب التي تغص بالاوراق النقدية،والاطفال الفرحين الذين يغتنون ما يشرون اليه،من ملابس، والعاب للترفيه،والمرح..بينما تشاهد جيوب فارغة،عاجزة عن تلبية حاجة بسيطة لاطفال يخيم على وجههم الحزن والبؤس،وهم ينظرون الى اقرانهم وقد انتقوا كل ما يريدون.
يؤكد المشهد المتناقض التباين الواضح بين طبقة تعيش على الترف والبرجوازية والثراء الفاحش،لسيطرتها على منافذ الاقتصاد في البلد،لتأمن لنفسها مستوا كبيرا من الترف يغيظ غيرها من الطبقات الهشة التي ليس لها من القدرة المادية ماتامن به حياة ولو بسيطة في ظل تزايد المطالب على الحاجات الضرورية لحياة كريمة.
عبد الله عامل بسيط يحصل على راتب شهري من احدة المؤسسات الخاصة،طلب منه ابناءه اصطحابهم الى السوق ليشترى لهم ملاس العيد،مثل اقرانهم في الحي الذين اصطحبوا والدهم الى السوق..كانت حالة وهو يتجول بهن بين معارض الملابس في السوق مهينة ،فالملابس التي يطلبون اطفاله غالية الثمن،وما في جيبه من مال لايقضي حاجة لواحد منهم..كان الاطفال اطفال رجل يرافقه ابناءه ،ينتقي لهم ما يشرون اليه من غير تردد في الثمن..والاطفال متسمرين على عتبة المعرض ،الى جانب والدهم الذي كان يتحسس الاوراق النقدية القليلة في جيبه،ويمسح بيده الاخرى دمعة،تتسلل من عينيه لتسقط ساخنة على خده..ويحاول ان يجذب الابناء بلطف وهو يتعلل لهم بأن في جانب آخر من سوق عروض اجود من هذه..ليقودهم الى مخزن للالبسة المستعملة،حيث العشرات من امثاله، وامثال ابنائه المحرومين من ترف اطفال الطبقة البجوازية التي تتخذ من احياء صكوك وسانتر امتير مساكن في رغد من العيش..