الحوادث- تشكل المساحة المحتلة من قبل كم هائل من المواطنين-والتي أصبحت تعرف اليوم ب"كزرة الشاب"بين الحي الخامس والسادس من القطاع المعروف ب"ملح"تتبع في التقطيع الإداري لمقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الجنوبية، والأمني لمفوضية الرياض رقم 3 بالإدارة الجهوية في نفس الولاية-حاضنة وملاذا لعصابات الجريمة وشبكات تجار المخدرات.
فالسكان الذين احتلوا المنطقة بعد تأهيل الأحياء العشوائية في عرفات للمطالبة بالحصول على القطع الأرضية،تتدافع مساكنهم بطريقة عشوائية بحيث لم يتركوا منفذا لعبور سيارة أو عربة.الأمر الذي استغله المجرمون وتجار المخدرات الذين يشكلون غالبية سكان المنطقة للحماية من الشرطة.
بداية "الكزرة"..والمواجهة الفاشلة..
قبل عقد من الزمن ومع بداية تشكيل نواة "كزرة الشباب"، ووفود المحتلين إلى المنطقة تقدم السكان الأصليين المجاورين لها بشكاوي إلى السلطات في المقاطعة ينذرون من خطر المحتلين الذين توافدوا لاحتلال المساحة وبسرعة شكلوا نخاريب من الخشب والقماش تزاحمت وبشكل لافت وقوة عجزت السلطات عن مواجهتها. ولم يلبث أن سيطر المحتلون على كامل المساحة وأطلقوا عليها "كزرة الشباب"ذلك لأن غالبية الذين بدؤوا الاحتلال من الشباب،قبل أن يفتحوا المجال لغيرهم للمشاركة في الاحتلال..هذا فضلا عن ما يوفره سماسرة الشركة الوطنية للكهرباء من "الكابلات" الكهربائية العشوائية التي تمد الحي العشوائي بالكرباء ..يحصل من وراء ذلك رؤساء المراكز المراكز على مبالغ كبيرة، عبر الوسطاء الذين يوفرون الكهرباء -الغير مشروع- لسكان "الكزرة"
تنامي عصابات الجريمة،وشبكات المخدرات..
بدأ خطر "الكزرة"يبرز شيئا فشيئا حيث اتخذت العصابات التي تقلق العاصمة بأعمال السطو والسرقة من "كزرة الشباب" ملاذا وحاضنة تختفي فيها..وقد أكد البحث الذي قادته الشرطة في المفوضيات التي تتبع لها "الكزرة"ووغيرها من شرطة ، خاصة بعد اكتشافهم أن "الكزرة" كونت بؤرة تحتمي فيها عصابات من المجرمين وتجار المخدرات .. جدار بشريا قويا من السكان يهدد أمن الشرطة في حالة دخولها للقبض علي المشتبه فيهم.. بفعل تداكن المساكن.. وعدم وجود منافذ سالكة يخلق هو الآخرعقبة في الوصول إلى هذه الأوكار، ومساعدة السكان في حالة اندلاع حريق، أو نشوب شجار داخل "الكزرة".
وقد كتب الكثير من رؤساء الشرطة في المفوضيات عن هذه العراقيل التي اصبحت تهدد الشرطة وأمن المواطن من خطر "الكزرة".. لكن الإدارة لم تهتم بالموضوع،خاصة في عشرية النظام السابق لما قد يتسبب فيه ذلك على المستوى السياسي من هم..؟.
الشرطة و خطر المواجهة ..
وكان المكتب الوطني لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في إطار البحث عن شبكات تجار المخدرات خلال سنة من السنوات الماضية ،قد كشف عن وجود خلية كبيرة من أخطر رؤس تجار المخدرات في البلد تتخذ من الحي مخبأ وحاول الأفراد الذين يتابعون الشبكة الوصول إلى وكرها في "الكزرة"، لكنهم واجهوا صعوبة كبيرة، وكادوا يموتون بسبب الجدار الذي يحميهم من السكان داخل الحي.. وعادوا بخفي حنين، بعد أن أصيب احدهم ونجا الباقون من خطر كاد يودي بحياتهم.
كما حاولت فرقة من الشرطة القبض على عصابة كانت وراء أعمال سطو وسرقة محلات تجارية بعد تأكد من وجودها في"الكزرة"..لكن عناصر الفرقة واجهت المخاطر من اجل الوصول إلى الوكر، ورغم ذلك لم يتمكنوا من القبض على عناصر العصابة.. فقد تفرقوا بين الأعشاش، والنخاريب والأكواخ، وعاد أفراد الفرقة بأيد خاوية.
المشكل الكبير الذي يهدد المواطن في العاصمة نواكشوط هو أن هذه المنطقة المأهولة بالسكان صارت وكرا لصناعة الجريمة بحيث أن العصابات التي تتخذ منها ملاذا صارت تبيض وتفقس،الأمر الذي خلق في ظرفية قصيرة جيلا من المدمنين، وتجارة المخدرات، وزقادة عصابات أعمال السطو والسرقة.
وهذا الجيل يوظف لاستدراج أبناء الأحياء المجاورة وينشر بينهم الإدمان على المخدرات مما ساهم في انتشار الجريمة بشتى أصنافها (السطو والسرقة والقتل).
ناقوس الخطر..
الحال صار يدق ناقوس خطر،يلح على تدخل الدولة في العاجل لتفكيك "كزرة "يزداد خطرها يوما بعد يوم بإيوائها شبكات وعصابات تهدد أمن المواطن..وتشكل خطرا على سلامة الأمن..ويصعب في المستقبل السيطرة على الجريمة في ظل وجودها