نظم مساء امس الخميس 21 سبتمبر 2023 بيت الشعر-نواكشوط، محاضرة علمية ضمن سلسلة "إشراقات علمية وثقافية"، تناولت موضوع " الجهود الجماعية في صناعة المعاجم العربيّة " حيث استضافت الدكتور الشاعر الشيخ الطلبة. وقد أدار الجلسة مدير بيت الشّعر-نواكشوط د. عبد الله السيّد الذي قدم المحاضر مركزا على جانب إسهاماته البحثية والعلمية في إطار المعجمية، كما مهّد للموضوع بمقدّمة موجزة عن ضرورة المعاجم في خلق الفكر وبناء الحضارة.
و أحال الكلمة للدكتور الشيخ الطلبة الحاصل عل الإجازة العامّة 2006 من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وشهادة الدراسات الجامعية العامّة في مجال العلوم العربيّة، وشهادة دكتوراه في"النّحو العربيّ " عام 2014 من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بفاس- المغرب، ودبلوم الدراسات العليا المعمّقة في المصطلح الأصوليّ عام 2007 من جامعة القرويّين بفاس- المغرب، كما عمل أستاذا متعاونا في جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وأستاذا لمادّة اللغة العربيّة بمؤسّسة الشّارقة الأمريكية الدّوليّة في الإمارات العربيّة المتّحدة، وأستاذا متعاونا في المدرسة العليا المتعدّدة التّقنيّات "ابوليتكنيك" بنواكشوط، ويشغل حاليا رئاسة قسم اللغة العربيّة بذات المدرسة، وهو عضو مشارك في تحرير " معجم الشّارقة التاريخيّ" من 2020 حتّى 2023.
في البداية عبّر الدكتور الشيخ الطلبة عن شكره لبيت الشعر وشكره للقائمين عليه، قبل أن يتناول موضوع المحاضرة من زاويتين: فرديّة وجماعية، وأشار إلى تلك الرسائل اللغوية التي كتب "الأصمعيّ" و"الأعرابيّ" و"الزَّجاج"، وعدة معاجم كـ"العين" و"تهذيب اللّغة" و"تاج العروس" و"المحيط"، وقد عرّج على مُعْجم المستشرق الألمانيّ أوغست فيشر الذي اشتغل عليه زهاء الأربعين عاما، والجهود الفردية الحديثة في ما بعد ذلك.
ثم واصل حديثه عن قيمة الكلمات معرفيّا في الذاكرة الثقافية وإسهامها في ثراء اللغات وقوتها، متطرّقا إلى اهتمام علماء العربيّة الأقدمين بجمع مادّة اللسان العربيّ وانهماكهم في البحث عن الألفاظ ومرادفاتها واختلافاتها الصوتيّة، مبرزا مبالغة اللغويّين العرب في الاعتناء بالعلوم النحوية والصّرفية التي تتناول اللسان في أبعاده اللغوية لمتانة العلاقة وقوّة الصلة بين اللّفظ وتحوّلات معناه تاريخيّا، كما أوضح أنّ جهود علماء الأمّة ما تزال متواصلة من جميع مؤسّساتها الفكريّة من أجل خلق معجم عربيّ شامل ودقيق لا يتجاوز أيّ مفردة نطقها العرب طيلة العصور الماضية، مركزا على اهتمام الشارقة باللغة العربية من جميع النواحي، ممثّلا في تبنّي صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تكلفة الإنفاق على المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة، وإنشائه مَجْمع "الشّارقة للغة العربيّة" لذلك الهدف، إضافة إلى مشروع بيوت الشعر الذي يدخل ضمن هذا الاهتمام الحضاري.
واختمت الندوة بمداخلات قيّمة لأساتذة ودكاترة جامعيّين وسط حضور متميّز لباحثين أكادميّين وصحفيّين وشعراء وجمهور من المهتمّين بالشعر والثقافة.